للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بيت الطهارة، وانحدرا من السور الأول، وعَبَر شيركوه من الباشورة (١)، وكان ابن باريك حالة نزوله انقطع به الحبل، ونزل شيركوه سليمًا، وأنه أتى إليه وحركه فلم يتحرك، فخاف إن مكث أُخذ، فتركه وانصرف واشتد هربًا في قيوده حتى أتي تل العياضية وقد طلع الصبح، فكمن في الجبل حتى علا النهار وكسر قيوده، وسار فستر الله عليه حتى أتى العسكر في الوقت المذكور، وأخبر أن سيف الدين بن المشطوب (٢) ضُيّق عليه، وقطعوا عليه قطيعة عظيمة من خيل وبغال وأموال، وأن ملك الإنكتار أتي عكا وأخذ كل مَنْ كان له بها؛ مِنْ خَدَمِهِ ومماليكهـ وأقمشته، ولم يَخّل له فيها شيئًا، وأن فلاحي الجبل يُمدّونه بالميرة مَدًا عظيمًا. وأن طغرل [١٢٩] السلاحدار أخذ خواصّ مماليك السلطان، فهربوا قبل هروب شيركوه (٣).

[ذكر بقية الأخبار]

منها أن يوم الاثنين التاسع والعشرين من رمضان، استدعى الملك العادل قاضي القضاة بهاء الدين وأحضر جماعة من الأمراء؛ علم الدين سليمان، وسابق الدين، وعز الدين بن المقدم، وحسام الدين بشارة، وقال لهم: إن ملك الإنكتار أرسل إليه يقول له: إن العادل يتزوج بأخته، وكان قد استصحبها معه من صقلية، وكانت زوجة صاحبها ومات عنها، وأن يكون مستقرها بالقدس، وإن أخاها يعطيها بلاد الساحل التي في يده من عكا إلى يافا وعسقلان وغير ذلك، ويجعلها ملكة الساحل، وإن السلطان يُعطى الملك العادل جميع ما في يده من بلاد الساحل، ويجعله ملك الساحل، ويكون ذلك مضافًا إلى ما في يده من البلاد والإقطاعات، وإنه يسلم إليهم صليب الصلبوت، وتكون القرايا للداوية والإستبار، وأنا أفك أساراكم وأنتم تفكون أسارانا، فإذا استقر الصلح على هذا يرحل ملك الإنكتار إلى بلاده في البحر، وينفصل الأمر (٤). قال القاضي: حمل الملك العادل هذه الرسالة علينا، وجعلني المتكلم فيها.


(١) الباشورة: جمعها بواشير: وهو الحائط الظاهري، أو ما يُري منه. انظر: محيط المحيط: Dozy : Supp. Dict. Arab
(٢) في الأصل "سيف الدين بن المشطوب" وهو خطأ. فهو الأمير سيف الدين علي بن أحمد الهكاري، المعروف بالمشطوب. انظر: الكامل، جـ ١٠، ص ٢٠٥ - ٢٠٦، ط دار صادر - بيروت؛ النوادر، ص ١٩٥.
(٣) نقل العينى هذا الحدث بتصرف من النوادر السلطانية، ص ١٩٥.
(٤) نقل العيني هذا الحدث بتصرف من النوادر السلطانية، ص ١٩٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>