للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومنها أن الأتابكي طغريل الخادم مدبر مملكة حلب فوض إلى الملك الصالح أحمد ابن الظاهر أمر الشغر ويكاس (١)، فسار الملك الصالح من حلب واستولى عليهما وأضاف إليه معرة مِصْرين (٢) وغيرها (٣).

[ذكر بقية الحوادث]

منها أنه نقل تابوت الملك العادل من القلعة إلى تربية بالمدرسة (٤) العادلية الكبيرة، وصلى عليه أولا تحت النسر بالجامع الأموي، ثم جاؤوا به إلى التربة المذكورة فدفن فيها، ولم تكن المدرسة كملت بعد، وقد تكامل بناؤها في هذه السنة أيضا، وقد درس بها القاضي جمال الدين المصري، وحضر عنده السلطان الملك المعظم، فجلس في الصدر وعن شماله القاضي وعن يمينه صدر الدين الحُصيري شيخ الحنفية، وكان في المجلس الشيخ تقي الدين بن الصلاح إمام السلطان، والشيخ سيف الدين الآمدي (٥) إلى جانب المدرس، وإلى جانبه شمس الدين بن سنى الدولة، ويليه النجم خليل قاضي العسكر وتحت الحُصَيِري شمس الدين بن الشيرازي، وتحته محيي الدين بن الزكي، وحضر فيه خلق من الأعيان والأكابر، وفيهم فخر الدين (٦) بن عساكر (رحمهم الله) (٧).


(١) الشغر وبكاس: بكاس قلعة من نواحي حلب على شاطئ العاصي، تقابلها قلعة الشغر بينهما واد كالخندق، وهما قرب أنطاكية. انظر: معجم البلدان، ج ١، ص ٧٠٤.
(٢) معرة مِصْرين: بليدة وكورة من نواحي حلب. انظر: معجم البلدان، ج ٤، ص ٥٧٤.
(٣) ورد هذا الحدث في مفرج الكروب، ج ٤، ص ١١٦.
(٤) المدرسة العادلية الكبيرة (الكبرى): داخل دمشق شمالي الجامع بغرب وشرقي الخانقاه الشهابية وقبلي الجاروخية بغرب وتجاه باب الظاهرية يفصل بينهما طريق، وأول من أنشأها نور الدين محمود بن زنكي، وتوفي ولم تتم، ثم بنى بعضها الملك العادل سيف الدين ثم توفى ولم تتم، فتممها ولده الملك المعظم ودفن فيها والده ونسبها إليه، انظر: الدارس، ج ١، ص ٣٥٩.
(٥) الشيخ سيف الدين الآمدي: هو أبو الحسن علي بن أبي علي بن محمد بن سالم التغلبي الفقيه الأصولي الملقب سيف الدين الآمدي، كان في أول اشتغاله حنبلي المذهب ثم انتقل إلى مذهب الإمام الشافعي، وتوفي في رابع صفر يوم الثلاثاء سنة ٦٣١ هـ، ودفن بسفح جبل قاسيون، وكانت ولادته في سنة ٥٥١ هـ.
وفيات الأعيان، ج ٣، ص ٢٩٣ - ص ٢٩٤؛ شذرات الذهب، ج ٥، ص ١٤٤ - ص ١٤٥.
(٦) فخر الدين بن عساكر: هو أبو منصور عبد الرحمن بن محمد بن الحسن بن هبة الله بن عبد الله بن الحسين الدمشقي الملقب بفخر الدين المعروف بابن عساكر الفقيه الشافعي. ولد سنة خمسين وخمسمائة، وتوفي في العاشر من رجب يوم الأربعاء سنة عشرين وستمائة بدمشق، ودفن بمقابر الصوفية بظاهر دمشق.
وفيات الأعيان، ج ٣، ص ١٣٥.
(٧) ورد هذا الخبر في الذيل على الروضتين، ص ١٣٢؛ نهاية الأرب، ج ٢٩، ص ١٢٠، ص ١٢١؛ البداية والنهاية، ج ١٣، ص ١٠٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>