للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وذكر في النوادر (١): ولما قربوا من قونية جمع قطب الدين بن قليج أرسلان العساكر وقصده وضرب معه مصافًا عظيمًا، فظفر به الملك (٢) وكسره كسرة عظيمة، وسار حتى أشرف على قونية، فخرج إليه جموع كثيرة من المسلمين، فردهم مكسورين وهجم قونية بالسيف، وقتل منهم عالما عظيما من المسلمين، وأقام بها خمسة أيام، فطلب منه قليج أرسلان الأمان، فأمّنه واستقرت بينهم قاعدة أكيدة، وأخذ منه [رهائن] (٣)، عشرين من أكابر دولته. وأشار على الملك أن يجعل طريقه على طرسوس والمصيصة، ففعل ذلك وقبل منه (٤).

[ذكر وصول ملك الألمان إلى بلاد الأرمن]

وصل إلى الأرمن وملكها يومئذ لافون بن اصطفان بن ليفون (٥) فأظهر له الطاعة، ومشى في خدمته إلى أن قرب من طرسوس. وفي المرآة (٦): ووصلوا إلى نهر طرسوس فتحصن منه ابن ليفون بقلعة من قلاعه لأنه أرمني وهم روم. قلت التوفيق بين الكلامين، إنه تحصن منه أولا، خوفًا، ثم طلب منه الأمان فأمنه، ونزل إلى خدمته وأقام بواجبه. (٧)

[ذكر هلاك ملك الألمان]

لما وصل ملك الألمان إلى طرسوس اجتاز هناك بنهر شديد الجرية، فدعته نفسه الخبيثة أن يسبح فيه، فنزله وصار فيه، فحمله الماء إلى جذم شجرة هناك، ففشخت (٨) رأسه، وأخذت أنفاسه وراحت روحه إلى الهاوية، وأراح الله المسلمين منه، وكان شيخًا مسنًا.


(١) النوادر السلطانية، ص ١٢٥.
(٢) يقصد به ملك الألمان.
(٣) ما بين الحاصرتين إضافة من ابن شداد لاستقامة النص. انظر النوادر السلطانية، ص ١٢٥.
(٤) النوادر السلطانية، ص ١٢٥.
(٥) ليفون بن اصطفان بن ليفون: هو ليو الثاني بن ستيفان بن ليو الأول. انظر رنسمان، تاريخ الحروب الصليبية، ص ٢٣٨ - ص ٨٣٩، ترجمة السيد الباز العريني.
(٦) النوادر السلطانية، ص ١٢٣.
(٧) ورد هذا النص بتصرف في مرآة الزمان جـ ٨، ص ٢٥٨.
(٨) ورد هذا الحدث بتصرف في النوادر السلطانية، ص ١٢٣؛ البداية والنهاية، جـ ١٢، ص ٣٣٦؛ مفرج الكروب، جـ ٢، ص ٣١٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>