للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[ذكر فتح عكا]

وفيها لغتان المد والنسبة إليها: عكَّاوي وعكة بالهاء.

ولما فرغ السلطان من أمر طبرية سار إلى عكا، فنزل عليها يوم الأربعاء سلخ ربيع الآخر ففتحها صلحًا يوم الجمعة، وأخذ ما كان بها من حواصل وأموال وذخائر ومتاجر، واستنقذ من كان بها من المسلمين فوجدوا بها أربعة آلاف أسير منهم، ففرج الله عنهم، وأمر بإقامة الجمعة بعكا فكانت أول جمعة أقيمت بالساحل بعد أن أخذه الفرنج من نحو تسعين سنة.

وقال العماد الكاتب: وكان السلطان جعل للفقيه ضياء الدين عيسى الهكاري كل ما يتعلق بالداوية من منازل وضياع، فأخذها بما فيها من غلال (١) ومتاع، ووهب عكا لولده [الملك] (٢) الأفضل. وقال: ودخلناها يوم الجمعة مستهل جمادى الأولى فأقمنا بها الجمعة، وأعدنا الكنيسة العظمى [مسجداً] (٣) جامعاً. وخطب جمال الدين عبد اللطيف، ابن الشيخ أبي النجيب السهروردي (٤)، فإنه تولى بها القضاء والخطبة.

وفي المرآة (٥): نازل السلطان صلاح الدين عكا يوم الأربعاء سلخ ربيع الآخر وليس بها من يحميها؛ لأن وقعة حطين أبادتهم، وكانوا ثلاثين ألف فطلبوا منه الأمان على نفوسهم وما يقدرون على حمله فأمنهم، فدخلها يوم الجمعة غرة جمادى الأولى، وغنم المسلمون أموالًا لا تحصى. ولما دخلوا عكا ركز كل واحد رمحه على دار فأخذها وما فيها، ولم يحضر هذا الفتوح العادل سيف الدين (٦) أخو السلطان، وكان بمصر، فجاء


(١) "غلات" في الأصل. والمثبت من الفتح القسى، ص ٩٠، حيث ينقل العينى عنه.
(٢) ما بين حاصرتين إضافة من الفتح القسى، ص ٩٠، حيث ينقل العينى عنه.
(٣) ما بين حاصرتين ساقط من الأصل، والمثبت من الفتح القسى، ص ٩٠، حيث ينقل العيني عنه.
(٤) السهروردي: وهو عبد اللطيف بن الشيخ أبي النجيب عبد القاهر بن عبد الله بن محمد بن عمويه. والسهروردي نسبة إلى سُهْرَورد وهي بليدة عند زنجان من عراق العجم، انظر: وفيات الأعيان، ج ٣، ص ٢٠٤ - ٢٠٥؛ الشذرات، ج ٤، ص ٢٠٨.
(٥) نقل العينى هذا النص بتصرف من مرآة الزمان، ج ٨، ص ٢٥٢.
(٦) هو الملك العادل سيف الدين أبو بكر محمد بن أبي الشكر أيوب بن شاذي بن مروان - أخو السلطان صلاح الدين - توفي سنة ١١٥ هـ. انظر: وفيات الأعيان، ج ٥، ص ٧٤ - ٧٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>