للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ذكر ماجريات الملوك]

منها أن الفرنج قصدوا مدينة حمص وعبروا على العاصى بجسر اتخذوه في بلادهم، فلما أحست بهم العساكر المنصورة ركبوا في آثارهم فهربوا منهم وقتل منهم خلق وغنم المسلمون منهم غنيمة جيدة.

وقال أبو شامة (١): وفي هذه السنة أغارت الفرنج ووصلوا إلى باب تدمر من حمص بعد أن مدوا على نهر العاصي جسرًا من خشب كانوا صنعوا آلته ببلادهم وحملوها معهم وعبروا العاصي عليه ثم رفعوه على جمالهم، وقصدوا حمص فقصدتهم العساكر الإسلامية، فهربوا على طريق قدس وحاز المسلمون أخشابهم وأثقالهم ومن انقطع منهم.

ومنها (٢) أن غياث الدين كيخسرو بن قليج أرسلان السلجوقي صاحب بلاد الروم وصل إلى مرعش لقصد بلاد ابن لاون الأرمني، وأرسل إليه الملك الظاهر صاحب حلب نجلة، فدخل كيخسرو إلى بلاد ابن لاون وعاث فيها ونهب وفتح حصنًا يعرف بقرقوس.

ومنها أن الكرج ملكت أرجيش (٣) عنوة ونهبوا جميع ما بها من الأموال والأمتعة وغيرها، وأسروا وسبوا أهلها وأحرقوها وخربوها ولم يبق بها أحد من أهلها، فأصبحت خاوية على عروشها كأن لم تغن بالأمس، ولم يقدم الملك الأوحد بن العادل عليهم لأسباب منها: كثرتهم، وخوفه من أهل خلاط لما كان أسلف إليهم من القتل والأذى، فخاف [٣١٥] أن يخرج منها فلا يُمكن من العود إليها، فلما لم يخرج إلى قتالهم عادوا إلى بلادهم سالمين بما غنموا.

[ذكر بقية الحوادث]

منها أن الملك الظاهر صاحب حلب أمر أن يجيبوا الماء من حيلان (٤)، وغرم على ذلك أموالا كثيرة وبقى البلد يجري فيه الماء. وحيلان بفتح الحاء المهملة وسكون الياء أخر الحروف وبعدها لام ألف وفي آخره نون. وهي قرية معمورة بشمالي حلب مسافة بعد بريد.


(١) الذيل على الروضتين، ص ٦٧.
(٢) ورد هذا الحدث في الكامل، ج ١٠، ص ٣٤٥.
(٣) أرجيش: هي مدينة قديمة من نواحي أرمينية الكبرى قرب خلاط، معجم البلدان، ج ١، ص ١٩٦.
(٤) انظر: معجم البلدان، ج ٢، ص ٣٨٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>