للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعادت ببَيتِ الله أحكام دينه … فلا بَطركا أبَقيْتَ فيه ولا قَسّا

فَدمِّرْ على الباقين واجتثّ أصلهم … فإنك قد صيّرت دينارَهم فلسا

وبعد الفرنج الكُرجَ (١) فاقصد بلادَهم … بعَزمِك واملأ من دمائهم الرسَّا

وفيها: ............. (٢)

وفيها حج بالناس من العراق طاشتكين، وكان أمير الركب الشامي شمس الدين محمد ابن المقدّم، وقُتل كما ذكرناه مفصلا، وكان في الحاج (٣) القاضي بهاء الدين بن شداد، ولما عاد اتصل بخدمة السلطان صلاح الدين.

ذكرُ من توفي فيها منَ الأَعْيان

الشيخ عبد المغيث (٤) بن زهير الحَرْبي، كان من صلحاء الحنابلة، وكان يُزار، وله مصنف في فضل يزيد بن معاوية أتى فيه بعجائب وغرائب، وقد ردّ عليه ابن الجوزي في هذا الكتاب، فأصاب وأجاد، ومن أحسن ما اتفق لعبد المغيث هذا أن بعض الخلفاء وأظنه الناصر (٥) جاءه للزيارة مختفيًا، فعرفه الشيخ ولم يُعلمه أنه قد عرفه، فسأله الخليفة عن يزيد أيُلعَنُ أم لا؟ فقال: لا أُسوِّغ لعنته؛ لأني لو فتحت هذا الباب لَلَعن الناسُ خليفتنا، قال: ولم؟ قال: لأنه يفعل أشياء منكرة منها كذا وكذا، ثم شرع يعدّ على الخليفة ما يقع منه من المنكرات لينزجر عنها، فتركه الخليفة وخرج من عنده، وقد أثَّر كلامه له، ثم كانت وفاته في المحرم من هذه السنة (٦).

الشيخ علي بن خطاب بن طغر، الناسك، أحد الزهاد ذوى الكرامات، وكان مقامه بجزيرة ابن عمر (٧). قال ابن الأثير (٨): لم أر مثله في حسن [٥٢] خلقه وسمته وكرمه وعبادته.


(١) "الكرك" كذا في الروضتين، ج ٢، ص ١٠٢.
(٢) فرغ بمقدار سطر في الأصل.
(٣) ذكر ابن شداد أنه حج في هذه السنة، انظر: النوادر السلطانية، ص ٨٥.
(٤) انظر ترجمته في البداية والنهاية، ج ١٢، ص ٣٥٠؛ الذهبي، العبر في خبر من غبر، ج ٤، ص ٢٤٩.
(٥) يقصد الخليفة الناصر لدين الله أحمد بن المستضيء بأمر الله، المتوفى عام ٦٢٢ هـ. وقد سبق التعريف به في حاشية سابقة. انظر: السيوطي، تاريخ الخلفاء، ص ٤٤٨ - ٤٥٢.
(٦) شذرات الذهب، ج ٤، ص ٢٧٠؛ الكامل، ج ١٠، ص ١٦٥؛ البداية والنهاية، ج ١٢، ص ٣٠٠؛ النجوم الزاهرة، ج ٦، ص ١٠٦.
(٧) جزيرة ابن عمر: بلدة فوق الموصل، بينهما ثلاثة أيام. معجم البلدان، ج ٢، ص ٧٩.
(٨) نقل العينى هذا النص بتصرف من الكامل، ج ١٠، ص ١٦٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>