للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فصل فيما وقع من الحوادث في السنة الخامسة والعشرين بعد الستمائة (*)

استهلت هذه السنة والخليفة هو المستنصر بالله (١)، وصاحب مصر الملك الكامل، وصاحب دمشق الملك الناصر داود بن الملك المعظم، وصاحب حلب الملك العزيز بن الملك الظاهر، وبقية الملوك على حالهم في بلادهم (٢).

[ذكر ماجريات بني أيوب]

وفيها سار الملك الكامل بعساكره من مصر إلى الشام بعد أن عهد لولده الملك الصالح نجم (٣) الدين أيوب السلطنة بعده، وأركبه بالقاهرة، وحملت الأمراء الغاشية (٤) بين يديه بالنوبة (٥)، وجعله نائبا عنه بالديار المصرية، وأنزله بدار الوزارة، وعمره يومئذ نحو اثنين وعشرين سنة، ثم خرج الكامل وفي صحبته ابن أخيه المظفر تقي (٦) الدين محمود بن السلطان الملك المنصور، وهو موعود منه بأن ينتزع حماة له وبلادها من أخيه الملك الناصر قليج أرسلان (٧) وابن أخيه الملك الجواد (٨) مظفر الدين يونس، ولما وصل


(*) يوافق أوله: ١٢ ديسمبر ١٢٢٧ م.
(١) الخليفة المستنصر بالله: هو أبو جعفر منصور بن الظاهر بأمر الله محمد بن الناصر أحمد بن المستضئ حسن بن المستنجد يوسف بن المقتفي العباسي، ولد سنة ٥٨٨ هـ، واستخلف في رجب سنة ٦٢٣ هـ، وتوفي بكرة الجمعة عاشر جمادى الآخرة سنة ٦٤٠ هـ. انظر: شذرات الذهب، ج ٥، ص ٢٠٩؛ تاريخ الخلفاء، السيوطي، ص ٤٦٠ - ٤٦٤.
(٢) ورد هذا الخبر في الذيل على الروضتين، ص ١٥٢؛ مفرج الكروب، ج ٤، ص ٢٢٥.
(٣) الملك الصالح نجم الدين أيوب بن الملك الكامل محمد بن العادل، ولد سنة ٦٠٣ هـ بالقاهرة، وتوفي بالمنصورة ليلة الاثنين، نصف شعبان سنة ٦٤٧ هـ. انظر: وفيات الأعيان، ج ٥، ص ٨٥ - ٨٦؛ الشذرات، ج ٥، ص ٢٣٧ - ص ٢٣٨.
(٤) الغاشية: هي من رسوم الملك، وهي غاشية سرج من أديم مخروزة بالذهبه، يخالها الناظر جميعها مصنوعة من الذهب، تحمل بين يدي السلطان عند الركوب في المواكب كالميادين والأعياد وغيرها، بحملها الركاب دارية، رافعا لها على يديه يلفتها يمينا ويسارا، فهي من شعار السلطنة.
انظر: نهاية الأرب، ج ٢٩، ص ٢٢٣، صبح الأعشي، ج ٤، ص ٧٠.
(٥) النوبة: جمعها نوب وهو لفظ يطلق على فرق الجند التي تتناوب الوقوف لحراسة شخص أو سلطان، وهي خمس نوبات، ويكون تغييرها في الظهر والعصر والعشاء ونصف الليل وعند الصباح.
انظر: السلوك، ج ١ ق ١، ص ٤٦١، حاشية (٢).
(٦) المظفر تقي الدين محمود بن السلطان الملك المنصور ناصر الدين أبو المعالي محمد بن الملك المظفر تقي الدين عمر بن الأمير نور الدولة شاهنشاه بن أيوب، ولد منتصف رمضان سنة ٥٩٩ هـ، وملك حماة سنة ٦٢٦ هـ، وتوفي ثامن جمادى الأولى سنة ٦٤٢ هـ. المختصر، جـ ٣، ص ١٧٣؛ نهاية الأرب، ج ٢٩، ص ٣٠٨ - ٣٠٩؛ شفاء القلوب، ص ٣٥٠.
(٧) الملك الناصر قلج أرسلان بن محمد بن عمر بن شاهنشاه بن أيوب، الملك الناصر بن المنصور صاحب حماة، مات سنة ٦٣٥ هـ، قبل وفاة الكامل بأيام قليلة. وقد ولد سنة ٦٠٠ هـ.
انظر: مفرج الكروب، ج ٣، ص ١٦١؛ تاريخ الإسلام، للحافظ الذهبي، ص ٢٥٢، دار الكتاب العربي، ١٤٢٣ هـ. ٢٠٠٢ م.
(٨) الملك الجواد مظفر الدين يونس بن ممدود بن العادل أبي بكر بن أيوب، توفي سنة ٦٤١ هـ.
انظر: البداية والنهاية، ج ١٣، ص ١٧٥؛ شذرات الذهب، ج ٥، ص ٢١٢ - ص ٢١٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>