للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم لما قتل المركيس وذهبت روحه إلى الهاوية، استناب ملك الإنكتار على صور ابن أخته الكندهرى، وهو ابن أخت ملك الإفرنسيس لأبيه فهما خالاه، ولما سار إلى صور ابتنى بزوجة المركيس - بعد موته بليلة واحدة - وهى حبلى أيضاً، وذلك لشدة العداوة التى كانت بين ملك الإنكتار وبينه (١).

وفى النوادر: وكان المركيس تغدى يوم الثلاثاء المذكور عند الأسقف ثم خرج، فقفز عليه اثنان من أصحابه بالسكاكين، وكان خفيفا من الرجال، فما زالا يضربان حتى عجل الله بروحه إلى النار، وقام بالأمر اثنان فحفظا القلعة إلى أن اتصل الخبر بالملوك واعتمدوا الأمر وتدبير المكان (٢).

وفى تاريخ ابن كثير (٣): وكان ملك الإنكتار يراسل السلطان صلاح الدين في المصالحة [١٤٣] والمسالمة، كلما كان يرى أن المركيس يراسله ويهادنه، ثم لما هلك المركيس - لعنه الله - طاب قلب ملك الإنكتار وذهب خوفه وقوى عزمه، [وأرسل] (٤) إلى السلطان في طلب المناصفة على البلاد، سوى القدس فإنه يكون للمسلمين سوى القمامة، فلم يجب السلطان إلى ذلك.

[ذكر استيلاء الفرنج على قلعة داروم]

وفى تاسع جمادى الأولى استولى الإفرنج لعنهم الله على قلعة الداروم فخربوها، وقتلوا خلقاً كثيرًا من أهلها، وأسروا طائفة من الداوية بها. وقال العماد: وكانت قلعة داروم ضرراً عظيما لما كانت مع الفرنج، فلما فتحها المسلمون تركوها وأملوها بالذخائر والرجال، وخربوا عسقلان وغزة دون داروم، وتسلمها علم الدين قيصر (٥) على أن يحفظها، فلما شرع الإفرنج في إعادة عمارة عسقلان تردّدوا إليها مرارا وأشرفوا عليها،


(١) انظر: الفتح القسى، ص ٥٨٩ - ص ٥٩٠؛ النوادر السلطانية، ص ٢٨٠؛ البداية والنهاية، جـ ١٢، ص ٣٧٢؛ مفرج الكروب، جـ ٢، ص ٣٨٢.
(٢) النوادر السلطانية، ص ٢٨٠.
(٣) البداية والنهاية، جـ ١٢، ص ٣٧٢. أما تفاصيل هذا الخبر فوردت في الفتح القسى، ص ٥٩٠، النوادر السلطانية، ص ٢٠٣ - ٢٠٥ حيث وردت في أحداث سنة ٥٨٧ هـ.
(٤) "وراسل" في الأصل. والمثبت هو الصحيح من البداية والنهاية، جـ ١٢، ص ٣٧٢.
(٥) علم الدين قيصر: هو الشيخ الفقيه الرياضى علم الدين قيصر بن أبى القاسم عبد الغنى بن مسافر الحنفى المصرى المعروف بتعاسيف، كان إمامًا في علوم الرياضية في مصر ودمشق، ولد في سنة ٥٧٤ هـ بأصفون من شرقى صعيد مصر، توفى يوم الأحد ثالث عشر رجب عام ٦٤٩ هـ بدمشق، انظر: الإدفوى: الطالع السعيد، ص ٤٦٩؛ المختصر في أخبار البشر، جـ ٣، ص ١٨٦؛ وفيات الأعيان، جـ ٥، ص ٣١٥ - ٣١٨؛ السلوك، ج ١ ق ٢، ص ٣٨٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>