للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي المرآة (١): وكان عند صلاح الدين رسل الخليفة؛ شيخ الشيوخ عبد الرحيم، ويشير الخادم، وكانا مريضين فطلبا العود إلى بغداد فأذن لهما، فمات بشير [بالسخنة] (٢) وشيخ الشيوخ بالرحبة.

وذكر في النوادر السلطانية (٣): أن دخول السلطان صلاح الدين إلى دمشق كان يوم السبت سابع جمادى الأخرى من سنة ثمانين وخمسمائة. وفي هذا الشهر وصل رسل الخليفة ومعهم الخلع. وفيه أيضًا وصلت رسل ابن زين الدين مستصرخًا إلى السلطان، يخبرون أن عسكر الموصل وعسكر قزل نزلوا على إربل مع مجاهد الدين قايماز، وأنهم نهبوا وأحرقوا، وأنه نصر عليهم وكسرهم.

[ذكر بقية الحوادث]

ومنها أنه وقع الصلح بين صلاح الدين وصاحب طرابلس، وذلك قبل مسيره إلى الكرك. ومنها أنه خرج على بن إسحاق (٤) المعروف بابن [غانية] (٥) وهو من أعيان الملثمين الذين كانوا ملوك المغرب، وهو حينئذ صاحب جزيرة ميورقة (٦) إلى بجاية فملكها. وسبب ذلك أنه لما سمع بوفاة يوسف بن عبد المؤمن عمَّر أسطوله فكان عشرين قطعة، فسار في جموعه فأرسى في ساحل بجاية، وخرجت خيله ورجاله من الشواني، وكانوا نحو مائتي فارس من الملثمين وأربعة آلاف راجل، فدخل بجاية بغير قتال لأن واليها كان قد سار قبل ذلك بأيام إلى مراكش، ولم يترك فيها جيشًا ولا ممانعًا لعدم عدو يحفظها منه. فجاءها الملثم ولم يكن في حسابهم أنه يُحَدِّث نفسه بذلك، فأرسى بها ووافقه جماعة من بقايا دولة بني حماد وصاروا معه وقويت نفسه بهم، فسمع به والى بجاية، فعاد من طريقه ومعه من الموحدين ثلاثمائة نفر، وجمع من العربان التي في


(١) أوجز العينى كتابة هذا النص من مرآة الزمان، ج ٨، ص ٢٤٤، إلا أن النص ورد مفصلاً في الكامل، ج ١٠، ص ١٢٩ - ص ١٣٠.
(٢) "بالسبخة" في الأصل، والمثبت من الروضتين، ج ٢، ص ١٨٥. والسُخْنّة بلدة في برية الشام بين تدمر وعُرض. انظر: معجم البلدان، ج ٣، ص ٥٢.
(٣) نقل العيني هذا النص بتصرف من النوادر السلطانية، ص ٦٦ - ص ٦٧.
(٤) هو على بن سحق بن حَمّو الميورقي بن على، ويعرف بابن غانية الصنهاجي صاحب ميورقة، منورقة، ويابسة، توفي سنة ٥٨٠ هـ. انظر: وفيات الأعيان، ج ٧، ص ١٨.
(٥) "عائشة" كذا في الأصل وما بين الحاصرتين من الكامل، ج ١٠، ص ١٢٨.
(٦) ميورقه: جزيرة في شرقي الأندلس. معجم البلدان، ج ٤، ص ٧٢٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>