للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العسكر وديوان الجيش بين يديه فكان كلها حضر واحد من الأجناد سأله الديوان عن اسمه ليزكوه (١)، حتى حضر واحد فسألوه فقبل الأرض فلم يفطن أحد من أرباب الديوان لما أراد فأعادوا سؤاله، فقال الملك الظاهر: اسمه غازي. وكان كذلك وتأدب الجندي أن يذكر اسمه [٣٥٦] لما كان موافقا لاسم السلطان، وعرف هو مقصوده، وله من هذا الجنس شيء كثير. وكان فيه بطش كبير وإقدام على سفك الدماء ثم أقصر عن ذلك، وهو الذي جمع شمل البيت الصلاحي.

[(الثالث) في تاريخ وفاته]

توفي بقلعة حلب ليلة الثلاثاء العشرين من جمادى الآخرة سنة ثلاث عشرة وستمائة. قال النويري (٢): وابتدأ به المرض في الخامس والعشرين من جمادى الأولى وتوفي في التاريخ المذكور. وفي المرأة (٣): مات بعلة الذرب ولما اشتد به المرض أحضر القضاة والأكابر وكتب نسخة يمين أن يكون المُلك بعده لولده الملك العزيز الصغير، ثم من بعده لولده الكبير الملك الصالح صلاح الدين أحمد بن غازي، وبعدهما لابن عمهما الملك المنصور عمر بن العزيز عثمان بن السلطان صلاح الدين يوسف. وحلف الأمراء والأكابر على ذلك.

وقال ابن كثير (٤): وكان للملك الظاهر أولاد كبار، ولكنه عهد إلى الملك العزيز هذا من بينهم؛ لأنه كان من بنت عمه الملك العادل، وأخواله الأشرف والمعظم والكامل وجده العادل لا ينازعونه، وهكذا وقع سواء بايع له جده العادل وخاله الأشرف صاحب حران والرها وخلاط، وهمّ المعظم بنقض ذلك فلم يتفق له، ولما كان الظاهر دفن بالقلعة، ثم عمر الطواشي طغريل الخادم الرومي الأبيض أتابك ولده الملك العزيز مدرسة تحت القلعة، وعمر فيها تربة، ونقله إليها. وقال المؤيد (٥): لما كانت صبيحة يوم السبت الخامس والعشرين من جمادى الأولى من هذه السنة ابتدئ بالملك الظاهر حُمي حادة،


(١) "لينزلوه" كذا في وفيات الأعيان، ج ٤، ص ٦.
(٢) نهاية الأرب، ج ٢٩، ص ٧٥.
(٣) سبط ابن الجوزي، ج ٨، ص ٣٨٠.
(٤) البداية والنهاية، ج ١٣، ص ٧٧ - ص ٧٨.
(٥) المختصر في أخبار البشر، ج ٣، ص ١١٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>