للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأما الأفضل فإنه لما سار إلى مصر أرسل العادل وراءه أبا محمد نجيب الدين (١)، وقال له: "قل للأفضل ترفق فأنا لك مثل الوالد، وعندى كلما تريد، فقال الأفضل: "قل له إن صح ما قلت، فابعد عنك أعدائى الصلاحية، وبلغ "ذلك" (٢) الصلاحية. فقالوا للعادل: "إش قعودنا، قم بنا، وساروا خلف الأفضل. (٣)

[ذكر مسير العادل وراء الأفضل إلى مصر]

قال السبط: ساروا وراءه مرحلة، فنزل الأفضل بلبيس، ونزل العادل السائح، فرجع الأفضل وضرب معهم المصاف، فكسروه وتفرق عنه أصحابه.

ودخل القاهرة وأغلق أبوابها، وجاء العادل فنزل البركة (٤)، ودخل سيف الدين أزكش بين العادل والأفضل واتفقوا على أن يعطيه [٢٤٣] العادل ميافارقين وجبل جور (٥)، وديار بكر (٦)، ويأخذ منه مصر. ورحل الأفضل من مصر في ربيع الآخر ودخل العادل القاهرة. (٧)

وفى تاريخ أبى الفدا (٨): سار العادل في إثر الملك الأفضل إلى مصر، وتفرقت عساكر الأفضل في بلادهم لأجل الربيع، فأدركه عمه العادل، فخرج الأفضل بمن بقى عنده من العسكر وضرب معه مصافاً بالسايح، فانكسر الأفضل وانهزم إلى القاهرة، وحاصر (٩) الملك العادل القاهرة ثمانية أيام، فأجاب الأفضل إلى تسليمها على أن يُعوَّض عنها ميافارقين وحَانى (١٠) وشُمَيساط، فأجابه العادل إلى ذلك، ولم يَف له به.


(١) "نجيب الدين عدل" في مرآة الزمان، جـ ٨، ص ٣٠٢.
(٢) "ذلك" غير موجودة في مرآة الزمان.
(٣) نقل العينى هذا الخبر من مرآة الزمان، جـ ٨، ص ٣٠٢.
(٤) البركة: هي بركة الجب، وهى من النواحى القديمة، اسمها القديم جب عميرة. ويقال لها بركة الجب أوبركة الحجاج وهى من ضواحى القاهرة من أعمال الشرقية. رمزى: القاموس الجغرافى، ق ٣/جـ ٢، ص ٣١.
(٥) جبل جور: انظر ما سبق، ج ١، ص ١٢٣، حاشية (٩).
(٦) ديار بكر: انظر ما سبق، جـ ١، ص ٢١٩، حاشية (٣).
(٧) نقل العينى هذا الخبر من مرآة الزمان، جـ ٨، ص ٣٠٢ - ٣٠٣.
(٨) "النويرى" كذا في الأصل، والتصحيح ما أثبتناه. حيث نقل العينى هذا الخبر من المختصر، جـ ٣، ص ٩٨. أما النويرى فقد أورد هذا الخبر بصورة مختلفة: انظر: نهاية الأرب، جـ ٢٨، ص ٤٦٢.
(٩) "نازل" في المختصر، جـ ٣، ص ٩٨.
(١٠) حانى: انظر ما سبق، جـ ٢، ص ٢٢٣، حاشية (٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>