للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ذكر تملك خوارزم شاه كرمان وغيرها]

وفي هذه السنة أرسل السلطان [٣٤٨] علاء الدين خوارزم شاه محمد بن تكش أميرًا من أخصاء أمرائه عنده، وكان قبل ذلك سيروانًا فصار أميرًا خاصًا في جيش، ففتح له كرمان ومكران والسند وخطب لخوارزم شاه بتلك النواحي. وكان خوارزم شاه لا يصيف إلا بنواحي سمر قند خوفًا من التتار أصحاب كشلي خان أن يثوروا على أطراف بلاده التي تتاخم بلادهم. وقال بيبرس (١): كان في جملة أمراء والد خوارزم شاه أمير يسمى أبو بكر (٢) وتلقب تاج الدين، وكان ذا عقل وحزم ورأي وشجاعة، وكان قد ولاه مدينة زوزن (٣) ووثق به أكثر من جميع أمرائه فقال له: إن بلاد كرمان مجاورة لبلادي فلو أرسلت معي عسكرًا لملكتها فسير معه عسكرًا كثيرًا، وكان صاحب كرمان اسمه حرب بن محمد بن أبي الفضل فقاتله فضعف عنه فملك بلاده، وسار منها إلى نواحي مكران فملكها كلها إلى السند من حدود كابل، وسار إلى هرمز مدينة على ساحل بحر مكران فأطاعه صاحبها وخطب بها لخوارزم شاه، وحمل له عنها مالًا وخطبة له بقلهات (٤) وبعض عُمان؛ لأن أصحابها كانوا يطبعون صاحب هرمز.

[ذكر حج الملك المعظم]

وفي هذه السنة (٥) حج الملك المعظم ابن الملك العادل في ركب من الكرك على الهجن في حادي عشر ذي القعدة ومعه ابن مُوسَك ومملوكه أيبك عز الدين أستاذ داره وخلق، فساروا على طريق تبوك والعلى، وبنى المعظم البركة المنسوبة إليه ومصانع أخرى، وأثر في هذه السنة بطريق الحجاز آثارًا حسنة، وفرق صدقات كثيرة على المجاورين بالحرمين الشريفين.


(١) أورد هذا الخبر في الكامل، جـ ١٠، ص ٣٦٢ - ص ٣٦٣؛ البداية والنهاية، جـ ١٣، ص ٧٣ - ص ٧٤.
(٢) "أبا" كذا في الأصل والصحيح ما أثبتناه.
(٣) زُوزَن: كورة واسعة بين نيسابور وهراة ويحسبونها من أعمال نيسابور، كانت تعرف بالبصرة الصغرى، انظر: معجم البلدان، جـ ٢، ص ٩٥٨.
(٤) قلهات: مدينة بعُمان على ساحل البحر، انظر: معجم البلدان، جـ ٤، ص ١٦٨.
(٥) ورد هذا الخبر في، البداية والنهاية، جـ ١٣، ص ٧٣؛ الذيل على الروضتين، ص ٨٧؛ مرآة الزمان، جـ ٨، ص ٣٧٢، ص ٣٧٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>