للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ذكر بقية الحوادث]

منها أن الملك الأشرف سير أخاه الصالح عماد (١) الدين اسماعيل صاحب بصري ومعه جماعة من العسكر إلى بعلبك، فنازلوها وضايقوها ونصبوا عليها المجانيق إلى أن خرجت هذه السنة (٢).

ومنها أنه نادي الأشرف بدمشق وغيرها أن لا يشتغل الناس بعلم الأوائل، وأن يشتغلوا بعلم التفسير والحديث والفقه، وكان الناس قد اشتغلوا بعلوم الأوائل في أيام الملك الناصر داود، وكان يعاني ذلك، وربما نسبه بعضهم إلى نوع من الانحلال، وكان سيف الدين الآمدي (٣) مدرسا بالعزيزية (٤) فعزله منها، وبقي ملازما منزله حتى مات في سنة إحدى وثلاثين وستمائة (٥) كما سنذكره إن شاء الله تعالي.

قال أبو شامة (٦): وفي هذه السنة أهين جماعة من المتجبرين وذلك بعد استقرار الأشرف في دمشق. من ذلك أن هبة الله النصراني الذي كان متولي خزانة (٧) السلطان، علق بيده اليمنى على باب كنيسة (٨) مريم، وفي رجليه لبنة حديد، وطلب


(١) الصالح عماد الدين اسماعيل: هو ابن الملك العادل سيف الدين أبو بكر بن أيوب، ملك دمشق مدة، وقتل سنة ٩٤٨ هـ.
انظر ترجمته في: الذيل على الروضتين، ص ١٨٦؛ البداية والنهاية، ج ١٣، ص ١٩١؛ شفاء القلوب، ص ٢٧٩؛ الشذرات، ج ٥، ص ٢٤١؛ ترويح القلوب، ص ٧٩.
(٢) انظر: مفرج الكروب، ج ٤، ص ٢٨٠؛ أما المختصر، ج ٣، ص ١٤٥؛ البداية والنهاية، ج ١٣، ص ١٣٦ - ص ١٣٧؛ المرأة، ج ٨، ص ٤٣٥ - ص ٤٣٦، فقد ورد هذا الحدث فيهم سنة ٦٢٧ هـ.
(٣) هو سيف الدين على بن أبي علي محمد بن سالم بن التغلبي ثم الشافعي الآمدي ولد بآمد بعد سنة ٥٥٠ هـ، وتوفي سنة ٦٣١ هـ ودفن بتربته بقاسيون.
انظر: البداية والنهاية، ج ١٣، ص ١٥١؛ الدارس، ج ١، ص ٣٩٣: الشذرات، ج ٥، ص ١٤٤ - ١٤٥.
(٤) المدرسة العزيزية، بعد وفاه صلاح الدين بن أيوب قام ابنه الملك العزيز عثمان ببناء المدرسة العزيزية، بالكلاسة بجوار الجامع الأموي، وكان أول من وضع أساسها الملك الأفضل، ثم أتمها الملك العزيز عثمان ٥٩١ هـ.
انظر: الدارس، ج ١، ص ٣٨٢.
(٥) وردت هذه الأحداث في البداية والنهاية، ج ١٣، ص ١٣٣.
(٦) الذيل على الروضتين، ص ١٥٦.
(٧) خزانة السلطان: الخزائن السلطانية هي التي تحفظ فيها الأموال والنقد ويحمل إليها معدن النفط المستخرج من بحر القلزم فهو يسيل دهنه من أعلى جبل قليلا قليلا وينزل إلى أسفله، فيجمع في أوان قد وضعت لذلك، وتأتي العرب فتحمله إلى الخزائن السلطانية ويدخل هذه الخزانة أيضا ما يحمل إليها من البلاد الخارجية، ويدخلها كذلك ما يتحصل من الثغور، وتحمل إليها كذلك المعادن كمعدن الزمرد، ومعدن الشب.
انظر: مصطلحات صبح الأعشي، ج ١٥، ص ١٢٠.
(٨) كنيسة مريم: بجوار مسجد صدقة عند باب المدينة بدمشق.
انظر: الدارس، ج ٢، ص ٣١٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>