للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فصل فيما وقع من الحوادث في السنة العشرين بعد الستمائة (*)

استهلت هذه السنة والخليفة هو الناصر لدين الله، وصاحب مصر السلطان الملك الكامل بن الملك العادل، وصاحب دمشق الملك المعظم بن العادل، وصاحب حلب الملك العزيز بن الملك الظاهر غازي بن صلاح الدين يوسف بن أيوب، وصاحب الروم الملك علاء الدين كيقباذ (١)، وصاحب البلاد الشرقية الملك الأشرف بن العادل، وصاحب الموصل وغيرها الملك الرحيم بدر الدين لؤلؤ، وصاحب أذربيجان وغيرها أزبك ابن البهلوان (٢)، وصاحب سمرقند وخوارزم وما وراء النهر كلها جنكيزخان، وعساكره تعبث في البلاد الإسلامية، وصاحب [٤٣٥] عراق العجم غياث الدين تترشاه بن السلطان خوارزم شاه، وصاحب مكة واليمن الملك المسعود بن الملك الكامل، وصاحب الغرب الملك المستنصر، ولكنه مات في هذه السنة على ما نذكره إن شاء الله تعالى.

[ذكر ماجريات ملوك بني أيوب]

استهلت هذه السنة والملك الأشرف بديار مصر عند أخيه الملك الكامل، وأخوهما المعظم بسلمية مستول عليها وعلى المعرة، عازم علي حصار حماة، وبلغ الأشرف ما فعله المعظم بصاحب حماة، فعظم عليه واتفق مع أخيه الكامل على الإنكار على المعظم، فأرسل إليه الكامل ناصح الدين الفارسي، فوصل إلى المعظم وهو بسلمية، وقال له: السلطان يأمرك بالرحيل. فقال: السمع والطاعة. وكانت أطماعه قد قويت على الاستيلاء على حماة، فرحل مغضبا على أخويه الكامل والأشرف، ورجعت المعرة وسلمية للناصر صاحب حماة (٣). وكان الملك المظفر محمود بن الملك المنصور محمد بن تقي الدين عمر بن شاهنشاه بن أيوب أخو الملك الناصر مقيما عند الكامل


(*) يوافق أوله ٤ فبراير ١٢٢٣ م.
(١) علاء الدين كيقباذ بن كيخسرو أحد سلاطين السلاجقة الروم. (٦١٦ - ٦٣٤ هـ) - (١٢١٩ - ١٣٣٦ م).
انظر: سيرة السلطان جلال الدين منكبرتي، ص ٢٦١، حاشية (١).
(٢) أزبك بن البهلوان: يلقب أزبك بن محمد بمظفر الدين، حكم من سنة (٦٠٧ - ٦٢٢ هـ) - (١٢١٠ - ١٢٢٥ م).
انظر: سيرة السلطان جلال الدين منكبرتي، ص ٣٧، حاشية (٢).
(٣) حماة: مدينة كبيرة يجرى بها نهر العاصي، بينها وبين شيزر نصف يوم، وبينها وبين دمشق خمسة أيام للقوافل، وبينها وبين حلب أربعة أيام.
انظر: معجم البلدان، ج ٢، ص ٣٣١ - ص ٣٣٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>