للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم انقضت تلك السنون وأهلها … فكأنها وكأنهم أحلام (١).

ثم إنه بقي مدفوناً بقلعة دمشق إلى أن بنيت له قبة في شمالي الكلاسة، التي هي شمالي جامع دمشق، ولها بابان أحدهما إلى الكلاسة والأخرى من زقاق غير نافذ، وهو مجاور (٢) المدرسة العزيزية. وقال ابن خلكان رحمه الله: ولقد دخلت إلى هذه القبة من الباب الذي في الكلاسة، وقرأت عنده وترحمت عليه، وأحضر لي قيم القبة ومتولي أمرها بقجة فيها ملبوس بدنه، وكان في جملته، قباء أصفر قصير، ورأس كُميه بأسود فتبركت به (٣). وقال ابن القادسي: ودفن معه سيفه. وقال القاضي الفاضل: هذا يتوكأ عليه في الجنة. وقال السبط في المرآة: هذا وهم من ابن القادسي لأن سيفه بعث به ولده الأفضل إلى بغداد (٤).

[الثالث عشر: في مدة سلطنته ومدة عمره]

وكان عمره قريباً من سبع وخمسين سنة، وقد ذكرنا أن مولده كان في سنة اثنتين وثلاثين وخمسمائة. وفي تاريخ ابن العميد: وكان عمره ستاً وخمسين سنة وشهوراً وكانت مدة مملكته للديار المصرية نحو أربع وعشرين سنة، وللشام قريبة من تسع عشرة سنة. قال ابن كثير (٥): وفي تاريخ ابن العميد وكانت مملكته اثنتين وعشرين سنة وسبعة وأربعين يوماً، أولها يوم الاثنين وآخرها يوم الأربعاء لتتمة خمسمائة وثمان وثمانين سنة وسبعة وخمسين يوماً للهجرة، ولتمام ستة آلاف سنة وستمائة سنة وأربع وثمانين سنة وستة أشهر وسبعة أيام للعالم شمسية.

[الرابع عشر: فيما جرى يوم وفاته]

قال ابن كثير: وجلس الملك الأفضل للعزاء في القلعة، وأرسل الكتب بوفاة والده إلى أخيه الملك العزيز عثمان بمصر، وإلى الملك الظاهر غازي بحلب، وإلى عمه الملك العادل بالكرك، وقد ذكرنا أنه كان سافر إلى الكرك قبل موت أخيه السلطان لينظر في


(١) وفيات الأعيان، جـ ٧، ص ٢٠٣؛ النوادر، ص ٢٤٧، وقد ذكر ابن خلكان أن هذا البيت الأبي تمام الطائي.
(٢) مجاوز" في الأصل. والمثبت من وفيات الأعيان، جـ ٧، ص ٢٠٦.
(٣) وفيات الأعيان، جـ ٧، ص ٢٠٦.
(٤) مرآة الزمان، جـ ٨، ص ٢٧٦.
(٥) البداية والنهاية، جـ ١٣، ص ٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>