للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ذكر من توفي فيها من الأعيان]

الشيخ الصالح شهاب (١) الدين محمد بن خلف بن راجح المقدسي الحنبلي الزاهد العابد الناسك، كان يقرأ على الناس يوم الجمعة الحديث النبوي وهو جالس على أسفل منبر الخطابة بالجامع المظفري، وقد سمع الحديث الكثير، ورحل وحفظ مقامات الحريري في خمسين ليلة، وكانت له فنون كثيرة، وكان ظريفا مطبوعًا، وكانت وفاته يوم الأحد سلخ صفر، ودفن بقاسيون عند أهله.

الشيخ موفق (٢) الدين أبو عبد الله عمر بن يوسف بن يحيى بن عمر بن كامل المقدسي خطيب بيت الأبار، كان شيخا صالحا، وخطب على منبر دمشق مدة غيبة جمال الدين محمد الدولعي في الرسالة العادلية إلى بلاد الشرق، [٤٢٧] مات في ليلة الجمعة الحادي والعشرين من رجب من هذه السنة.

المحدث البارع تقي (٣) الدين أبو طاهر إسماعيل بن عبد الله بن عبد المحسن بن الأنماطي قرأ الحديث، ورحل وكتبه، وكان حسن الخط متقنا في علم الحديث حافظًا له، وكان الشيخ تقي الدين بن صلاح يثني عليه ويمدحه، ويتأسف لفقده على فوائد كانت تحصل من عنده. وقال أبو شامة (٤): وقرأ على الشيخ تاج الدين الكندي بدمشق تاريخ الخطيب، وطبقات ابن سعد، وشيئا كثيرا، وكان ثقة، وتوفي بدمشق، ودفن بمقابر الصوفية في طريق المنيبع، وصلي عليه الموفق الحنبلي بجامع دمشق، والفخر ابن عساكر بباب النصر، والجمال المصري قاضي القضاة عند قبره.

أبو الغيث (٥) شعيب بن أبي طاهر بن كليب بن مقبل الضرير البصري، الفقيه الشافعي، أقام ببغداد إلى أن توفي بها، وكان لديه فضائل، وله وسائل، ومن شعره قوله:

إذا كنتم للناس أهل سياسة … فسوسوا كرام الناس بالجود والبذل

وسوسوا لئام الناس بالذل يصلحوا … عليه فإن الذل أصلح للنذل


(١) انظر ترجمته في الذيل على الروضتين، ص ١٣٠؛ البداية والنهاية ج ١٣، ص ١٠٣؛ مرآة الزمان، ج ٨، ص ٤١٠؛ شذرات الذهب، ج ٥، ص ٨٢.
(٢) انظر ترجمته في الذيل على الروضتين، ص ١٣١؛ البداية والنهاية، ج ١٣، ص ١٠٤.
(٣) انظر ترجمته في الذيل على الروضتين، ص ١٣١؛ البداية والنهاية، ج ١٣، ص ١٠٤؛ مرآة الزمان، ج ٨، ص ٤٠٩.
(٤) الذيل على الروضتين، ص ١٣١.
(٥) انظر ترجمته والبيتين في البداية والنهاية، ج ١٣، ص ١٠٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>