للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ذكر مجئ الكامل على دمشق وأخذه من الناصر داود]

لما تسلم الأنبرور القدس وكان في ربيع الآخر من هذه السنة، كان الملك الناصر محصورا في دمشق، وعمه الملك الأشرف يحاصره بأمر الملك الكامل، ولما جرى الاتفاق بين الملكين الكامل والأشرف على نزع دمشق من الناصر، كان الناصر حينئذ بنابلس، فلما بلغه الخبر رحل إلى دمشق، وكان عمه الأشرف لحقه بالغور (١)، وعرفه ما أمر به عمه الكامل، وأنه لا يمكنه الخروج عن مرسومه (٢)، فلم يلتفت الناصر إلى ذلك، وسار إلى دمشق، وسار الأشرف في أثره، وحصره بدمشق، ثم أن الكامل لما عقد الهدنة مع الأنبرور، وخلا سره من جهة الفرنج، سار إلى دمشق، ووصل إليها في جمادى الأولى من هذه السنة، واشتد الحصار على أهل دمشق، ووصل إلى الكامل رسول الملك العزيز صاحب حلب، وخطب بنت الكامل، فزوجه بنته فاطمة خاتون، التي هي من الست السوداء أم ولده أبي بكر العادل بن الكامل، ثم استولى الملك الكامل على دمشق، وعوض الناصر عنها الكرك (٣) والبلقاء (٤) والصلت (٥) والأغوار والشوبك (٦)، وأخذ الكامل لنفسه البلاد الشرقية، التي كانت قد عينت للناصر، وهي حران والرها وغيرهما، التي كانت بيد الملك الأشرف، ثم نزل الناصر عن الشوبك،


(١) الغور: هو غور الأردن بالشام بين بيت المقدس ودمشق، وهو منخفض عن أرض دمشق وأرض البيت المقدس ولذلك سمي بالغور. انظر: معجم البلدان، ج ٣، ص ٨٢٢.
(٢) مرسوم: المقصود به المرسوم السلطاني، والجمع "مراسيم" ويكتبها مستوفي الصحبة، ويعلم عليها السلطان، تارة تكون بما يعمل في البلاد؛ وتارة بإطلاقات، وتارة بإستخدامات كبار في صغار الأعمال وما يجرى مجراها، وفي ديوان الصحبة تثبت التواقيع والمراسيم السلطانية، وتصدر المراسيم السلطانية كذلك باعتماد حضور رسل الملوك. انظر: مصطلحات صبح الأعشى، ج ١٥، ص ٣٠٧.
(٣) الكرك: اسم لقلعة حصينة جدا في أطراف الشام من نواحي البلقاء.
انظر: معجم البلدان، ج ٤، ص ٢٥١ - ص ٢٥٢.
(٤) البلقاء: كورة من أعمال دمشق، بين الشام ووادي القري، قصبتها عمان.
انظر: معجم البلدان، ج ١، ص ٧٣٨.
(٥) الصلت: بليدة واقعة من مجند الأردن في جبل الغور الشرقي جنوبي عجلون.
انظر: تقويم البلدان، ص ٢٤٥.
(٦) الشوبك: قلعة حصينة في أطراف الشام بين عمان وأيلة قرب الكرك.
انظر: معجم البلدان، ج ٣، ص ٣٣٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>