للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بسم الله الرحمن الرحيم

[توطئة]

بعون من الله وتوفيقه تم تحقيق ونشر ثلاثة أسفار من مخطوط عقد الجمان، العصر الأيوبي، والآن أضع بين يدي القراء والباحثين السفر الرابع من هذا المخطوط الذي يبدأ من سنة (٦١٦ هـ - ٦٢٨ هـ) (١٢١٩ م - ١٢٣٠ م)، وهي فترة من أخطر فترات التاريخ الأيوبي بسبب أن كثيرا من أحداثها تتسم بالغموض وعدم وضوح الرؤيا، وذلك لسرعة الأحداث وكثرتها وتضارب أسبابها، ويبدو أن هذا الأمر جعل كثيرا من المؤرخين الذين تناولوا هذه الفترة يكتبون تفسيرات متباينة قد لا تتسق بعضها مع الواقع التاريخي المعاش لهذه الفترة، والبعض الآخر تناولها في عجالة دون تعليق أو تفسير، ولكل عذره، فكثير من الوثائق والمخطوطات التي تناولت هذه الفترة لم تصل إلى أيديهم بسبب فقدانها أو عدم العثور عليها حتى الآن، وبذلك أصبحت في حكم المفقودة حتى أن ماوقع بين أيديهم يمثل أحيانا نظرة أحادية قد تكون بعيدة عن الموضوعية في بعض الأحيان. لهذا كان العبء ثقيلا على من يتناول هذه الفترة محققا أو مؤلفا أو دارسا، فإماطة اللثام عن صحة الأحداث ليست بالأمر السهل، وإنما يتطلب صبرا وجهدا صعبا، واستخدام جميع أدوات البحث العلمي التي تناسب العمل الذي يقوم به، فإن كان محققا فعليه إثبات صحة النص، ومقابلته ووضع الحواشي والتعليقات التي تتضمن تحليل النصوص وصحتها، ومثال على ذلك إستيلاء الصليبيين على دمياط الذي أدى إلى موت الملك العادل أخي صلاح الدين كمدا، وتولى ابنه الكامل بدلا منه، فكان آخر سلاطين بني أيوب العظام، ولم تتم توليته في سهولة ويسر كما كان يحدث في السابق، على الرغم من أنه حكم مصر نيابة عن أبيه قبل وفاته إلا أن الصراع الأسرى على الحكم بين الأخوة مالبث أن أطل برأسه بين الكامل والفائز والأشرف والمعظم عيسى وابنه الناصر، وقد

<<  <  ج: ص:  >  >>