للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أكثر عساكره مع أخيه شهاب الدين بالهند، فأرسل خوارزم شاه [٢٧٤] إلى أمير البلد فصالحه على مال حمله إليه، فرحل عن هراه، ولما بلغ شهاب الدين بن خوارزم شاه عاد إلى البلاد وأخذها سار من غزنة إلى خراسان، ومنها إلى بلخ، ومنها إلى باميان، ومنها إلى مرو، عازمًا على حرب خوارزم شاه، والتقت أوائل عسكريهما فقتل بينهما جماعة، ثم ارتحل خوارزم شاه وقطع القناطر وقتل الأمير سنجر صاحب نيسابور، وتوجه شهاب الدين إلى طوس فأقام بها تلك الشتوة على عزم المسير إلى خوارزم شاه فأتاه الخبر بوفاة أخيه غياث الدين، فقصد هرأة وترك العزم (١).

[ذكر بقية الحوادث]

منها أن الخليفة وليَّ عبد اللطيف بن نصر الكيال الواسطى قضاء واسط (٢)، وخلع على أبي الربيع الواسطى، ودرس بالنظامية.

ومنها أن السعايات قد كثرت ببغداد ففسدت الأمور، فنادى الخليفة من سعى بأحد أبيح ماله ودمه، فصلحت الأحوال.

ومنها أنه جاءت زلزلة عظيمة في شعبان وشقت قلعة حمص ورمت المنظرة التي على القلعة، وأخربت حصن الأكراد، وتعدت إلى جزيرة قبرس، وامتدت إلى نابلس فأخربت ما بقي (٣). وقال العز بن تاج الأمناء: هذه الزلزلة العظمى التي هدمت بلاد الساحل صُور وطرابلس وعَرقة، وشعثت كثيرًا من البلاد الإسلامية الشاملية، ورميت بدمشق رؤس منابر الجامع وبعض شراريفه من شماله، فقتلت رجلًا مغربيًا بالكلاسة، ومملوكًا تركيًا لرجل صيرفي ساكنًا في درب الشمَيساطي عند تنفس الصبح في يوم الإثنين السادس والعشرين من شعبان الموافق للعشرين من آب، فأعقبها زلزلة حقيقة في صحوة الغد. (٤)

ومنها أن هذه السنة استهلت والغلاء مستمر في تناقص لاستقبال جمادى الآخرة لما ظهر من زيادة نيلها وأقلع في آخرها. (٥)


(١) ورد هذا الحدث مفصلًا في الكامل، ج ١٢، ص ٧٩ - ص ٧٨.
(٢) الجامع المختصر، ج ٩، ص ٨٠.
(٣) مرآة الزمان، ج ٨، ص ٣٣١؛ الذيل على الروضتين، ص ٢٨.
(٤) الذيل على الروضتين، ص ٢٩.
(٥) الذيل على الروضتين، ص ٢٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>