للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فصل فيما وقع من الحوادث في السنة الثمانين بعد الخمسمائة (*)

استهلت هذه السنة والخليفة هو الناصر لدين الله، وأصحاب البلاد على حالهم غير أن صاحب ماردين وصاحب الغرب ماتا في هذه السنة.

[ذكر وفاة صاحب ماردين]

وهو قطب الدين إيلغازي (١) بن نجم الدين ألبي بن تمرتاش بن إيلغازي بن أرتق صاحب ماردين، وكان ملكًا جوادًا شجاعًا عادلًا منصفًا عاقلًا، توفي في جمادى الآخرة من هذه السنة. وكان (٢) والده ألبي قد ملك في سنة سبع وأربعين وخمسمائة وبقي في ملك ماردين إلى مدة لم نقف على انتهائها، وملك بعده ابنه إيلغازي المذكور، واستمر فيها إلى أن مات في هذه السنة، وخلف أولادًا أطفالًا، فأقيم في الملك بعده ولده حسام الدين بولق أرسلان، وقام بتدبير المملكة وترتيبها مملوك والده نظام الدين ألبقش حتى كبر بولق أرسلان وكان به هرج وخبط، فمات. وأقام ألبقش بعده أخاه الأصغر ناصر الدين ارتق أرسلان بن إيلغازي ولم يكن له حكم بل الحكم إلى ألبقش وإلى مملوك الألبقش اسمه لؤلؤ، وكان قد تغلب على أستاذه ألبقش، بحيث كان لا يخرج ألبقش عن رأي لؤلؤ المذكور. ولم يكن لناصر الدين أرتق أرسلان صاحب ماردين في الحكم شيء، وبقي الأمر كذلك إلى سنة إحدى وستمائة فمرض ألبقش وأتاه ناصر الدين يعوده، فلما خرج من عنده خرج معه لؤلؤ فضربه ناصر الدين بسكين فقتله، ثم عاد إلى ألبقش فقتله وهو مريض، واستقل ناصر الدين أرتق أرسلان يملك ماردين من غير منازع.

وفي تاريخ بيبرس: لما مات قطب الدين إيلغازي، ملك بعده ابنه حسام الدين بولق (٣) أرسلان وهو طفل، وقام بتربيته وتدبير ملكه نظام الدين ألبقش مملوك أبيه. وكان شاه أرمن - صاحب خلاط - خال قطب الدين فحكم في دولته، وأحسن ألبقش تربية الولد، وتزوج بأمه، فلما كبر الولد لم يمكنه البقش من المملكة لأنه كان أهوج. ولم يزل


(*) يوافق أولها ١٤ إبريل ١١٨٤ م.
(١) انظر: شذرات الذهب، ج ٤، ص ٢٩٨، حوادث سنة ٥٨٠ هـ؛ النجوم الزاهرة، ج، ص ٩٧.
(٢) وردت هذه الأحداث في الكامل، ج ١٠، ص ١٢٩؛ المختصر، ج ٣، ص ٦٨.
(٣) "يولق" كذا في زبدة الحلب، ج ٣، ص ٨٢؛ مفرج الكروب، ج ٢، ص ١٦٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>