للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فصل فيما وقع من الحوادث في السنة الثامنة بعد الستمائة (*)

استهلت هذه السنة والخليفة هو الناصر لدين الله، والسلطان الملك العادل مخيم بعساكره على الطور، وابنه الملك المعظم مباشر لعمارة حصنه مجتهد في إدارته حوشًا، كذا قاله أبو شامة. وفي تاريخ ابن كثير: (١) وفيها عاد الملك العادل إلى الشام، وأعطى ولده المظفر غازي الرها مع ميافارقين.

وفيها أرسل الملك الظاهر صاحب حلب بهاء الدين بن شداد إلى الملك العادل فاستعطف خاطره وخطب ابنته صفية خاتون ابنة الملك العادل، فزوجها من الملك الظاهر، وزال ما كان بينهما من الوحشة. وقال بيبرس: وفيها عاد الملك العادل من الشام إلى الديار المصرية وأرسل ابنته إلى الظاهر غازي إلى حلب صحبة القاضي شمس الدين بن المتنبي.

وفيها قبض الملك المعظم عيسى بن العادل على ابن عز الدين أسامة صاحب قلعة كوكب وقلعة عجلون بأمر أبيه العادل، وحبسه بالكرك إلى أن مات بها، وحاصر الحصنين المذكورين وتسلمهما من غلمان أسامة، وأمر الملك العادل بتخريب كوكب وتعفية أثرها، فخربت وبقيت خراباً وأبقى عجلون، ومَلّك المعظم بلاد جهاركس وهي بانياس وتبنين والشقيف وهونين وقلعة أبي الحسن لأخيه الملك العزيز عماد الدين عثمان بن الملك العادل، وأعطى صرخد لمملوكه عز الدين أيبك المعظمى.

وفيها ابتاع الملك الأشرف جوسق (٢) الرئيس بالنيرب (٣) من ابن عمه الظافر خضر بن صلاح الدين، وبناه بناء حسناً وهو المسمى في زماننا بالدهشة.

وفيها أظهر الكيا جلال الدين حسن صاحب الألموت وهو ولد ابن الصباح شعائر الإسلام، وكتب به إلى جميع القلاع الإسماعيلية بالعجم والشام، فأقيمت فيها شعائر الإسلام (٤) [٣٣٤].


(*) يوافق أولها ١٥ يونيو سنة ١٢١١ م.
(١) لم يرد هذا الخبر في البداية والنهاية، وإنما ورد هذا المختصر في أخبار البشر، جـ ٣، ص ١١٤.
(٢) الجوسق: القصر الصغير والحصن، والجمع "جواسق". المعجم الوجيز، مادة "جوسق".
(٣) النيرب: قرية مشهورة بدمشق انظر معجم البلدان، جـ ٣، ص ٨٥٥.
(٤) ورد هذا الخبر بتصرف في المختصر في أخبار البشر، جـ ٣، ص ١١٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>