للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بمصر، وكتم موته حتى دخل به إلى دار السلطنة بالموصل، ودفن بتربته [٣٣٣] التي بمدرسته المذكورة، وخلف ولدين: هما الملك القاهر عز الدين مسعود، والملك المنصور عماد الدين زنكي، وقام بالمملكة بعده ولده الملك القاهر، وهو أستاذ الأمير بدر الدين أبي الفضائل لؤلؤ الذي تغلب على الموصل في سنة ثلاثين وستمائة، في أواخر شهر رمضان كما سنذكره إن شاء الله تعالى.

وفي تاريخ النويري: ملك السلطان أرسلان شاه المذكور الموصل سبع عشرة (١) سنة وأحد عشر شهراً، ولما مرض طال مرضه وانحدر إلى العين القيارة (٢) ليستحم بها، وعاد إلى الموصل في شَبَّارة، فتوفي في الطريق ليلاً. وقال بيبرس: مزاجه فسد بمرض طالت مدته، وكان شجاعاً ذا سياسة للرعايا، شديداً على أصحابه، فكانوا يخافونه خوفًا شديداً، مانعاً من تعدى بعضهم على بعض، وكان له عزم وسرعة حركة في طلب المقاصد إلَّا أنه لم يكن له صبر. وكان القيم بأمر مجاهد الدين قايماز وإليه تدبير دولته. وقال النويري: وكان أسمر حسن الوجه قد أسرع إليه الشيب، وكان كثير المروة شجاعاً مهيبًا، ولم يكن فيه ما يعاب به إلَّا قلة صبره في أموره، ولما توفي استقر في ملكه بعده ولده الملك القاهر عز الدين مسعود، وكان عمره عشر سنين، وقام بتدبير مملكته بدر الدين لؤلؤ مملوك والده أرسلان شاه، وكان أستاذ داره. وقال بيبرس: وحلف له الأمراء والجند، وأعطى أخاه عماد الدين زنكي بن نور الدين قلعة عقر الحميدية وقلعة شوش (٣) وولايتها، وكان نور الدين أوصى ولده وأمره أن يتولى تدبير أمره فتاه بدر الدين لؤلؤ لما رأى من عقله وسداده وحسن سياسته. (٤)


(١) "سبعة عشر" كذا في الأصل والصحيح هو المثبت.
(٢) "العيارة" كذا في الأصل، والصحيح القيارة كما في البداية والنهاية، جـ ١٣، ص ٣٥٤. وعين القيارة: بالموصل، ينبع منها القار، وهي حمة يقصدها أهل الموصل ويستحمون فيها، ويستشفون بمائها. انظر: معجم البلدان، جـ ٤، ص ٢١١.
(٣) قلعة شوش: قلعة عظيمة عالية جداً، قرب عقر الحُمَيْدية من أعمال الموصل. انظر: معجم البلدان، جـ ٤، ص ٣٣٤.
(٤) ورد هذا الخبر يتصرف في الكامل، جـ ١٠، ص ٣٥٣ - ص ٣٥٥؛ الذيل على الروضتين، ص ٧٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>