للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال أبو شامة (١): تقي الدين عباس كان حيا بدمشق في سنة تسع وخمسين وستمائة، وهو آخر من بقي منهم.

وقال السبط (٢): وكان الصالح إسماعيل وقطب الدين أحمد بدمشق لما مات العادل، فأمر المعظمٌ الصالحَ فتوجه إلى بُصرى، وأحمد إلى مصر.

وكانت للعادل بنات أجلّهن صفية خاتون زوجة الملك الظاهر غازي بن صلاح الدين يوسف صاحب حلب، أم الملك العزيز والد الملك الناصر يوسف الذي أسره هلاون (٣). كما سنذكره إن شاء الله.

قال شرف الدين ابن عنين يمدح الملك العادل ويذكر أولاده بقصيدته التي أولها (٤).

ماذا على طيف الأحبة لو سرى … وعليهم لو سامحوني بالكرى

العادل الملك الذي أسماؤه … في كل ناحية تُشرف منبرا

ما في أبي بكر لمعتقد الهدى … شك يريب بأنه خير الورى

بين الملوك الغابرين وبينه … في الفضل ما بين الثريا والثرى

نسخت خلائقه الحميدة ما أتي … في الكُتب عن كسرى الملوك وقيصرا

لا تسمعن حديث ملك غيره … يروي فكل الصيد في جوف الفرا

وله الملوك (٥) بكل أرض منهم … ملك يجر (٦) إلى الأعادي عسكرا

من كل وضاح الجبين تخاله … بدرًا فإن شهد الوغي فغضنفرا

[(السادس) فيما تجدد بعد وفاته]

لما دخل (٧) شهر رجب رد الملك المعظم المكوس والخمور وما كان أبوه أبطله. قال السبط: فقلت له: قد خلفت سيف الدين غازي ابن أخي نور الدين فإنه كذا فعل لما


(١) الذيل على الروضتين، ص ١١٣.
(٢) مرآة الزمان، ج ٨، ص ٣٩٢؛ البداية والنهاية، ج ١٣، ص ٨٧؛ الذيل على الروضتين، ص ١١٣.
(٣) هلاون = هولاكو.
(٤) ورد هذا الشعر في: وفيات الأعيان، ج ٥، ص ٧٦ - ٧٧؛ المختصر في أخبار البشر، جـ ٣، ص ١٢٠.
(٥) "البنون" في وفيات الأعيان، جـ ٥، ص ٧٦.
(٦) "يقوده" في وفيات الأعيان، ج ٥، ص ٧٩.
(٧) ورد هذا الخبر في مرآة الزمان، ج ٨، ص ٣٩٢؛ الذيل على الروضتين، ص ١١٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>