للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومنها: أنه سار أسطول من مصر في البحر، فلقوا بطسه فيها نحو من ثلاثمائة من الفرنج نجدة لفرنج الساحل، فقاتلوهم، فظفر بهم المسلمون وأخذوهم أسرى، فقتلوا بعضهم، وأبقوا بعضهم أسرى، وغنموا ما معهم وعادوا إلى مصر سالمين.

ومنها: أنه سارت جماعة كبيرة من الفرنج من نواحى الداروم (١) إلى نواحى مصر، ليغيروا وينهبوا، فسمع بهم المسلمون فخرجوا إليهم على طريق صدر (٢) وأيلة، فانتزح الفرنج من بين أيديهم على ماء يقال له العُسيلة (٣) وسبقوا المسلمين إليه، فأتاهم المسلمون وهم عطاش قد أشرفوا على الهلاك، فرأوا الفرنج قد ملكوا الماء، فأنشأ الله سحابة عظيمة بلطفه فمطروا منها حتى رَوُوا - وكان الزمان قيظًا والحر شديداً - وقاتلوا الفرنج فنصرهم الله عليهم، فقتلوهم ولم يسلم منهم إلا الشريد، وغنم المسلمون ما معهم من سلاح ودواب وعادوا منصورين قاهرين بفضل الله ورحمته. (٤)

ومنها: أن الخليفة أمر في ذى الحجة أن لا يستخدم في الديوان يهودى ولا نصرانى، ولا يستعمل بهم في عمل من الأعمال، فأنهى إليه أن ابن رُطينا ليس له نظير في الكتابة، فكتب على المطالعة "مات ابن رطينا إيش نعمل نبطل الديوان" فأسلم ابن رطينا يومئذ. (٥)

وفيها [١٠] حج بالناس ............................................... (٦)

[ذكر من توفى فيها من الأعيان]

الأبله الشاعر (٧): أبو عبد الله محمد بن بختيار بن عبد الله، المولّد، المعروف بالأبله البغدادى، الشاعر المشهور، أحد المتأخرين المجيدين، جمع في شعره بين الصناعة والرقة، وله ديوان شعر بأيدى الناس كثير الوجود، ومن شعره:


(١) الداروم، قلعة بعد غزة للقاصد إلى مصر، الواقف فيها يرى البحر. انظر: معجم البلدان، جـ ٢، ص ٥٢٥.
(٢) صدر: قلعة خراب بين القاهرة وأيلة. ياقوت: معجم البلدان، جـ ٢، ص ٣٧٥.
(٣) العُسيلة: ماء في جبل القنان شرقى سميراء. انظر: معجم البلدان، جـ ٣، ص ٦٧٨.
(٤) انظر: الكامل، جـ ١٠، ص ١٢٠ - ص ١٢١.
(٥) انظر: مرآة الزمان، جـ ٨، ص ٢٤١.
(٦) بياض في الأصل بمقدار نصف سطر.
(٧) الأبله الشاعر: هو أبو عبد الله محمد بن بختيار بن عبد الله المولّد المعروف بالمولد الأبله البغدادى، توفى سنة ٥٧٩ هـ وقيل ٥٨٠ هـ. انظر: وفيات الأعيان، جـ ٤، ص ٤٦٣؛ شذرات الذهب، جـ ٤، ص ٢٦٦؛ النجوم الزاهرة، جـ ٦، ص ٩٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>