للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولده الملك المعظم شرف الدين عيسي صاحب دمشق وهدأ الناس وسكنهم، ونادى المنادي ترحموا على السلطان الملك العادل وادعوا لسلطانكم الملك المعظم، فبكت الناس وحزنوا عليه.

[(الرابع) في ذكر ما يتعلق به]

وكانت مدة مملكته لمصر نحو تسع (١) عشرة سنة، ولدمشق ثلاثا وعشرين سنة.

وقال ابن خلكان (٢): كان الملك العادل سيف الدين أخو السلطان صلاح الدين (رحمه الله) وصل إلى الديار المصرية صحبة أخيه وعمه أسد الدين شيركوه، ولما ملك صلاح الدين الديار المصرية كان ينوب عنه في حال غيبته بالشام، ويستدعي منه الأموال للإنفاق في الجند وغيرهم. ولما ملك صلاح الدين مدينة حلب في صفر سنة تسع وسبعين وخمسمائة أعطاها لولده الملك الظاهر غازي، ثم أخذها منه وأعطاها للملك العادل فانتقل إليها وصعد قلعتها يوم الجمعة الثاني والعشرين من رمضان من السنة المذكورة، ثم نزل عنها للملك الظاهر غازي بن صلاح الدين لمصلحة وقع الاتفاق عليها بينه وبين أخيه صلاح الدين، وخرج منها في سنة اثنتين وثمانين وخمسمائة ليلة السبت الرابع والعشرين من ربيع الأول منها، ثم أعطاه السلطان صلاح الدين قلعة كرك وتنقل في الممالك في حياة أخيه صلاح الدين وبعد وفاته إلى أن استقل بمملكة الديار المصرية، واستقرت له القواعد وخطب له بمصر والقاهرة وبحلب أيضا. وملك بعدها البلاد الشامية والشرقيةَ وصَفَتْ له الدنيا، ثم ملك بلاد اليمن في سنة اثنتي عشرة وستمائة وسيّر إليها ولد ولده الملك المسعود صلاح الدين أبا المظفر يوسف المنعوت بأطسز ابن الملك الكامل. وأطسيز بفتح الهمزة وسكون الطَاء المهملة وكسر السين المهملة وبعدها باء آخر الحروف ثم زاي معجمة. وهي كلمة تركية وتفسيرها بالعربي ما له اسم. وقد يقال أطسيس بسينين مهملتين والعامة يقولون: أقسيس بالقاف. وصوابه بالطاء وإنما سمي بذلك لأن الملك الكامل ما كان يعيش له ولد، فلما ولد المسعود المذكور قال بعض الحاضرين في مجلسه من الأتراك: في بلادنا إذا كان الإنسان لا يعيش له ابن سماه أطسيس.


(١) "تسعة عشره" في الأصل.
(٢) وفيات الأعيان، ج ٥، ص ٧٤ - ص ٧٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>