للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال ابن كثير (١): وأنت الملك العادل السعادة واتسعت مملكته، وكثرت أولاده ورأى فيهم ما يحب، ولم ير أحد من الملوك الذين اشتهرت أخبارهم في أولادهم من الملك والظفر ما رآه العادل في أولاده.

وقد كانت ممالكه ممهدة من أقصى بلاد مصر واليمن والشام والجزيرة إلى همذان كلها، أخذها بعد أخيه السلطان صلاح الدين يوسف (رحمه الله) سوي حلب فإنه أقرها بيد ابن أخيه السلطان غازي بن صلاح الدين لأنه كان زوج ابنته صفية خاتون كما ذكرنا (٢).

وكان الملك العادل كثير الأكل ممتعا بصحته وعافيته مع كثرة صيامه، يأكل في اليوم الواحد أكلات جيدة، ثم بعد كل حال يأكل وقت النوم رطلا بالدمشقي من الحلواء السكرية اليابسة، وكان يعتريه مرض في أنفه في زمان الورد فكان لا يقدر على الإقامة بدمشق حتى يفرغ زمن الورد، يضرب له الوطاق بمرج الصفر ثم يدخل البلد بعد ذلك (٣).

وكان عنده عند موته بعض مماليكه، ولم يكن عنده أحد من أولاده حاضرا، فحضر إليه ابنه الملك المعظم عيسى بعد وفاته وكان بنابلس كما ذكرنا، واحتوى المعظم على جميع ما كان مع أبيه من الجواهر والأموال والسلاح والخيول وغير ذلك، وكان في خزانته لما توفي سبع مائة ألف دينار عينيا (٤).

وقال ابن خلكان: (رحمه الله) ولما قسم العادل البلاد بين أولاده كان يتردد بينهم ويتنقل من مملكة إلى أخرى، وكان في الغالب يصيف بالشام لأجل الفواكه والثلج والمياة الباردة، ويشتى في الديار المصرية لاعتدال الوقت فيها وقلة البرد، وعاش في أرغد عيش، وكان يأكل كثيرا خارجا عن المعتاد، يقال: كان يأكل وحده خروفا لطيفا مشويا، وكان له من النكاح نصيب وافر، وحاصل الأمر أنه كان ممتعا في دنياه (٥).


(١) بالبحث في البداية والنهاية لم نجد هذا الخبر، ولكن ذكر هذا الخبر بالتفصيل في المختصر في أخبار البشر، جـ ٣، ص ١١٩، وورد بتصرف في وفيات الأعيان، ج ٥، ص ٧٦، الكامل، ج ١٠، ص ٣٩٤.
(٢) ورد هذا الخبر في مرآة الزمان، جـ ٨، ص ٣٩٠، الذيل على الروضتين، ص ١١١؛ البداية والنهاية، ج ١٣، ص ٨٦.
(٣) ورد هذا الخبر بالتفصيل في البداية والنهاية، جـ ١٣، ص ٨٦؛ وفيات الأعيان، ج ٥، ص ٧٨.
(٤) ورد هذا الخبر في مرآة الزمان، ج ٨، ص ٣٩٢؛ الذيل على الروضتين، ص ١١٢؛ البداية والنهاية، ج ١٣، ص ٨٦؛ المختصر، ج ٣، ص ١٢٠.
(٥) وفيات الأعيان، ج ٥، ص ٧٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>