للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ذكر من توفي فيها من الأعيان]

قاضي القضاة ببغداد أبو طالب على بن على بن هبة الله بن محمد البخاري (١) سمع الحديث على أبي الوقت وغيره، وتفقه على أبي القاسم بن الفضلان، وتولي نيابة الحكم ببغداد ثم استقل بالمنصب وأضيف إليه في وقت نيابة الوزارة، ثم عزل عن القضاء ثم أعيد، ومات في هذه السنة وهو حاكم، وكان فاضلًا بارعًا من بيت الفقه والعدالة، وله شعر حسن، فمنه قوله:

تنح عن القبيح ولا تردهُ … ومن أوليته حسنًا فزده

كفى بك من عدوك كل كيد … إذا كاد العدو ولم (٢) تكده (٣)

نقيب الطالبين ببغداد أبو محمد الحسن بن علي بن حمزة بن محمد بن الحسن بن محمد بن الحسن بن محمد بن علي بن محمد بن يحيى بن الحسين بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب العلوى الحسيني المعروف بابن الأقساسي الكوفي مولدًا ومنشًا، مات في هذه السنة وكان شاعرًا فطينًا [٢١٤] امتدح الخلفاء والوزراء، وهو من بيت مشهور بالأدب والرئاسة والمروءة، وقدم بغداد فامتدح المقتدى وابنه المستنجد وابنه المستضيء وابنه الناصر، وهو الذي ولاء نقابة الطالبين، وكان شيخًا مهيبًا جاوز الثمانين، وقد أورد له ابن الساعاتي (٤) قصائد كثيرة فمنه قوله:

اصبر على كيد الزما … ن فما يدوم على طريقهْ

سبق القضاء فكن به … راضٍ ولا تطلب حقيقهْ

كم قد تقلب مرة … وأراك من سعةٍ وضيقهْ

ما زال في أولاه … والأخرى على هذيِ الخليقهْ (٥)


(١) انظر ترجمته في الكامل، جـ ١٠، ص ٢٤٨؛ الشذرات، جـ ٤، ص ٣١٥.
(٢) "لم" كذا في الأصل والتصحيح من ابن كثير حيث ينقل العينى منه، انظر: البداية والنهاية، جـ ١٣، ص ١٥.
(٣) ورد هذا الخبر في البداية والنهاية، جـ ١٣، ص ١٥.
(٤) "الساعي" في البداية والنهاية، جـ ١٣، ص ١٨.
(٥) ورد هذا الخبر في ابن كثير مع اختلاف في البيت الأخير، البداية والنهاية، جـ ١٣، ص ١٥ - ص ١٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>