للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذكر إرسال جنكزخان عسكرًا وراء خوارزم شاه

ولما فرغ جنكزخان من سمرقند أقام هناك وأرسل السرايا إلى البلدان، فبعث سرية إلى بلاد خراسان، وسرية وراء خوارزم شاه، وهم عشرون ألف، وقال لهم: اطلبوه فأدركوه ولو تعلق بالسماء (١).

وقال أبو الفتح: كان خوارزم شاه مقيما بحدود كتلف (٢) وأندخوذ (٣)، ولما سمع بذلك ضعف قلبه واضطرب حاله، ورحل في وقته، وعدّا جيحون، وفارقه سبعة آلاف من الخطائية (٤)، واتصل علاء الدين صاحب قُندَز (٥) بجنكزخان مظاهرًا، وبمغادرة السلطان مجاهرًا، وانقطع إليه الأمير ماه (٦)، وأخذ الناس في التخاذل والتسلل إلى جنكزخان. وفي تاريخ بيبرس: لما اتصل بجنكز خان حال السلطان ووجله جرد إليه مقدمين في ثلاثين ألف من عسكره، وهما يمه نوين وسبطي بهاد (٧) حتى عبروا النهر صوب خراسان، فعاثوا وأفسدوا وأبادوا من وجدوا (٨).

وكان السلطان خوارزم شاه نازلًا بمرج دولة أباد وهي من أعمال همذان (٩)، وليس معه إلا عشرون ألف فارس فلم ترعة إلا صيحة (١٠) الغارة وإحداق خيل العدو به، فنجا بنفسه وفاتهم في نفر يسير من خواصه، وقُتل جُلُّ أصحابه، وانتهى إلى حافة البحر


(١) ورد هذا الخبر في الكامل، ج ١٠، ص ٤٠٦.
(٢) كيلف في الأصل والصحيح ما أثبتناه، وهي بلدة في خراسان بين مدينتي بلخ ومرو. سيرة السلطان جلال الدين منكبرتي، ص ١٠٠.
(٣) أندخوذ: إحدى مدن خراسان، بين بلخ ومرو.
معجم البلدان، ج ١، ص ٣٧٢؛ سيرة السلطان جلال الدين منكبرتي، ص ٦٧، حاشية (١).
(٤) الخطائية: نسبة إلى قبائل الخطأ الذين أسسوا دولة لهم في إقليم التركستان في مستهل القرن السادس الهجري (الثاني الميلادي) على يد (أبي لوتاشي) سيرة جلال الدين، ص ٣٦، حاشية ٣.
(٥) قيدر في الأصل، والصحيح ما أثبتناه. سيرة السلطان جلال الدين منكبرتي، ص ١٠١.
(٦) "الأمير جاه ررى": كذا في سيرة منكبرتي، وهو من قدماء بلخ، ص ١٠١.
(٧) هما القائدان المغوليان شبي، وسوبوتاي، أرسلهما جنكزخان في إثر علاء الدين محمد خوارزم شاه على رأس جيشين يتكون كل منهما من ألف فارس، وقد طارداه حتى اضطراه إلى الاعتصام بإحدى جزر بحر قزوين. انظر: سيرة منكيرتي، ص ١٠٢، حاشية (١).
(٨) وردت هذه الأحداث بتصرف في سيرة منكبرتي، ص ١٠٠ - ص ١٠٢.
(٩) همذان: مدينة عتيقة بالجبال بأرض فارس بجوار أذربيجان والموصل والرى، معجم البلدان، ج ٤، ص ٩٨١.
(١٠) في الأصل ضمة، والصحيح ما أثبتناه، سيرة منكبرتي، ص ١٠٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>