للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ذكر سلطنة الملك المنصور ناصر الدين محمد ابن السلطان الملك العزيز عماد الدين عثمان ابن السلطان الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب بمصر]

لما توفي العزيز في التاريخ المذكور أقام فخر الدين جهاركس -وكان هو الغالب على دولة العزيز- ولد العزيز محمد وكان صغيرًا مقام والده في السلطنة، وقال بيبرس: وركب بشعار السلطنة يوم الثلاثاء الثاني والعشرين من المحرم سنة خمس وتسعين وخمسائة، ولقب أولًا بالناصر فكره مواطأة اسم الخليفة فغيره بالمنصور، وشق القاهرة راكبًا في دسته، وكتب كتابًا إلى عمه يعزيه ويخبره بانتصاب الولد منصب أبيه وأنه ومَنْ عنده من جماعته مستمرون على طاعته (١).

وفي المرآة: كان الملك العزيز نص على ولده ناصر الدين محمد وكان أكبر أولاده (٢)، وكان عمره عشر سنين، وقيل: تسع سنين وأشهرًا، وكان مقدم الصلاحية فخر الدين جهركس وأسد الدين سرا سنقر وزين الدين قراجا فاتفقوا على ناصر الدين محمد وحلّفوا له الأمراء، وكان سيف الدين أزكش مقدم الأسدية غائبًا بأسوان فقدم فصوّب رأيهم وما فعلوه، إلا أنه قال: هو صغير السن لا ينهض بأعباء الملك ولابد من تدبير كبير يحسم الفساد (٣) ويقيم الأمور، والعادل مشغول في الشرق بماردين، وما ثم أقرب من الأفضل فجعله أتابك العساكر فلم يمكن الصلاحية مخالفة الأسدية وقالوا: افعلوا، فكتب أزكش إلى الأفضل يستدعيه وهو بصرخد وكتبت الصلاحية إلى من في دمشق من أصحابهم يقولون: قد اتفقت الأسدية على الأفضل وإن ملك حكموا علينا فامنعوه من المجيء، فركّبوا عسكر دمشق ليمنعوا الأفضل ففاتهم، وكان قد التقى نجابًا من عند جهركس إلى من في دمشق بهذا المعنى ومعه كتب فأخذها منه [وقال ارجع فرجع إلى مصر] (٤)، ولما وصل الأفضل إلى مصر التقاء الأسدية ورأى جهركس النجاب فقال: ما أسرع ما عدت.


(١) ورد هذا الحدث بتصرف في نهاية الأرب، جـ ٢٨، ص ٤٥٦.
(٢) إلى هنا توقف العيني عن النقل من مرآة الزمان، ج ٨، ص ٢٩٦.
(٣) "المواد" في مرآة الزمان، ج ٨، ص ٢٩٦.
(٤) ما بين حاصرتين ساقط من العيني. انظر: مرآة الزمان، ج ٨، ص ٢٩٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>