للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القاهرة فدخلها يوم عاشوراء، وحدث به يرقان وقرحة في المعا، واحتبس طبعه، فمات في منتصف ليلة السابع والعشرين من المحرم (١). وفي المرآة: وكان سبب وفاته أنه خرج إلى الفيوم متصيدًا فلاح له ظبي فركض خلفه فكبى به الفرس فدخل قربوس السرج في فؤاده فحمل إلى القاهرة فمات في العشرين من المحرم، ودفن عند الشافعي (٢). وقال ابن القادسي: كان قد ركب وتبع غزالة فوقع فاندقت عنقه وبقى أربعة أيام ومات. قال السبط: وهذه من هنات ابن القادسي فإن الملك العزيز ما اندقت عنقه وإنما دخل قربوس السرج في فؤاده وأقام بالقاهرة أسبوعين ومات (٣).

الرابع فيمن خلّف من الأولاد: قال بيبرس: وخلف من الأولاد محمدًا وهو القائم بعهده وعليا وعمر وإبراهيم وعيسى ومحمودًا وفرخشاه ويوسف ويونس وآخران صغيران وثلاث إناث (٤).

الخامس في مراثيه: ورثاه جماعة من الشعراء منهم الشهاب بن الساعاتي (٥) فقال:

خلا الدست من ذاك الجناب الممّنع … فسلم على الدنيا سلام مودع

مضى بعدما عمت سراياه والندى … وسار مسير الشمس في كل موضع

فُجعنا بأندي من بنان سحابة … وأجرأ من ليث العرين وأشجع

هو الخطب لا المرء الفصيح بمدرة … لديه ولا الحبر الخطيب بمصقع

ثوى الجود والملك العزيز بحفرة … ومالهما من فرقه وتجمع

فمن ذا يرد الخطب تدمي شبانه … برأي جميع أو بقلب مشيع

ورثاه آخر بقصيدة منها قوله:

بعد فقد الملك العزيز عماد … الدين عثمان لن تراني سال

كان جيد الزمان حالي فأضحى … ولآلئه لونها كالليال


(١) المختصر، ج ٣، ص ٩٥.
(٢) مرآة الزمان، ج ٨، ص ٢٩٦.
(٣) مرآة الزمان، ج ٨، ص ٢٩٦.
(٤) نهاية الأرب، ج ٨، ص ٤٥٥ - ٤٥٦.
(٥) الشهاب بن الساعاتي، بالرجوع إلى كتب التراجم اتضح أن ابن الساعات الشاعر هو أبو الحسن علي بن رستم بن هردوز، الملقب بهاء الدين وليس شهاب الدين، وكانت وفاته بالقاهرة سنة ٦٠٤. انظر: وفيات الأعيان ج ٣، ص ٣٩٥ - ٣٩٧؛ شذرات الذهب، جـ ٥، ص ١٣ - ص ١٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>