للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي تاريخ ابن العميد: كان ملكًا عادلًا كريمًا رحيمًا حسن الأخلاق طيب الأعراق شجاعًا حسن العقيدة جميل الطوية شديد الخوف من الله تعالى، سريع الانقياد إلى الخير كثير البذل مفرطًا في السخاء (١). وفي المرآة: وكان لطيفة كثير الخير رفيقًا بالرعية حليمًا. حكى لي المبارز سنقر الحلبي قال (٢): نفد ما بيده بمصر فلم يبق في الخزانة درهم ولا دينار، فجاء رجل من أهل الصعيد إلى سيف الدين أُزكش (٣)، فقال: عندي للسلطان عشرة آلاف دينار ولك ألف دينار، وتوليني قضاء الصعيد، فدخل أزكش على العزيز فأخبره فقال: والله لا بعت دماء المسلمين وأموالهم يملك الأرض، وكتب ورقة لأزكش بألف دينار وقال: اخرج فاطرد هذا المُدْبر ولولاك لأدبته. قال: وقد ذكرنا أنه وهب دمشق للملك المعظم، وكان يطلق عشرة آلاف دينار وعشرين ألف دينار (٤).

الثالث في وفاته: قال ابن خلكان: وكان قد توجّه إلى الفيوم فطرد فرسه وراء صيد فتقنطر به فأصابته الحمى من ذلك، وحمل إلى القاهرة فتوفي بها في الساعة السابعة من ليلة الأربعاء الحادي والعشرين من المحرم سنة خمس وتسعين وخمسائة، ودفن بالقرافة الصغرى في قبة الإمام الشافعي رحمه الله، وقبره معروف هناك. (٥)

وفي تاريخ بيبرس: وفي سنة أربع وتسعين وخمسائة ابتدأ بالعزيز بن الناصر المرض، وفي سنة خمس وتسعين أخذ مرضه في التزايد وكان قد توجه إلى الفيوم وركب من ذات الصفا عائدًا إلى مصر، فسقطت شهوته فلم يأكل شيئًا، ووصل الجيزة وقد تزّيدت به الحمى، فتحامل وركب إلى داره، واشتد به الكرب فتوفي ليلة الأحد العشرين من المحرم، ونقل من دار الوزارة، ودفن بالقرافة بجوار قبر الشافعي رحمه الله (٦).

وفي تاريخ المؤيد: وكان قد طلع إلى الصيد، فركض خلف ذئب فتقنطر وحُمّ في سابع المحرم، وكان في جهة الفيوم فعاد إلى الأهرام وقد اشتدت به حمّاه، ثم توجه إلى


(١) وردت هذه الفقرة بتصرف في السلوك، ج ١، ق ١، ص ١٤٤.
(٢) "قَلّ" كذا في الأصل والمثبت من مرآة الزمان، ج ٣، ص ٢٩٥.
(٣) "يازكش" كذا في مرآة الزمان، ج ٨، ق ٢، ص ٤٦٠، طبعة حيدر أباد ١٩٥٢، "باركيس" في طبعة شيكاغو، ج ٨، ص ٢٩٥.
(٤) مرآة الزمان، جـ ٨، ص ٢٩٦.
(٥) وفيات الأعيان، جـ ٣، ص ٢٥١ - ٢٥٣. ترجمة رقم ٤١٤.
(٦) ورد هذا الخبر بتصرف في نهاية الأرب، ج ٢٨، ص ٤٥٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>