للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الدين بصرى، وهو في خدمة أخيه الملك الأفضل، وبيد جماعة من أمراء الدولة بلادٌ وحصون، منهم: سابق الدين عثمان بن الداية بيده شيزر وأبو قبيس، وناصر الدين من كورس بن خمارتكين بيده صهيون وحصن برزية، وبدر الدين دلدورم بن بهاء الدين ياروق بيده تل باشر، وعز الدين أسامه بيده كوكب وعجلون، وعز الدين إبراهيم بن شمس الدين المقدم بيده بعرين وكفر طاب وأفامية، والملك الأفضل هو الأكبر من أولاد السلطان والمعهود إليه بالسلطنة، واستوزر الملك الأفضل ضياء الدين نصر الله بن محمد ابن الأثير مصنف المثل السائر، وهو أخو عز الدين بن الأثير مؤلف التاريخ المسمى بالكامل، فحسن للملك الأفضل طرد أمراء أبيه ففارقوه إلى أخويه العزيز والظاهر، ولما اجتمعت الأمراء بمصر حسنوا للملك العزيز الانفراد بالسلطنة، ووقعوا في أخيه الأفضل فمال إلى ذلك وحصلت الوحشة بين الأخوين الأفضل والعزيز، وكان اليمن بمعاقله ومخاليفه جميعها في قبضة السلطان ظهير الدين سيف الإسلام طغتكين بن أيوب أخي السلطان صلاح الدين، ثم بعد ذلك شرعت الأمور تضطرب وتختلف وتفاقمت الأحوال حتى آل الأمر إلى ما إليه آل، واستقرت الممالك واجتمعت المحافل على أخي السلطان صلاح الدين وهو الملك العادل، وصارت الممالك في أولاده الأماجد الأفاضل كما سنوضحه إن شاء الله تعالى (١).

[السابع عشر: في مراثي السلطان صلاح الدين]

وقد عمل فيه الشعراء المراثي الكثيرة من أحسنها ما عمل فيه العماد الكاتب في آخر الكتاب البرق الشامي، وهي مائتان وثلاثون بيتاً وقد سردها الشيخ شهاب الدين في الروضتين فمنها قوله في أولها: [١٧٦]

شملُ الهدى والمُلْكِ عمَّ شتاتُه … والدهُر ساء وأقلعَت حسناته

أين الذي كانت له طاعاتنا (٢) … مبذولة، ولربه طاعاته

بالله أين الناصرُ الملكُ الذي … لله خالصةً صفت نياتُه


(١) نقل العيني هذه الأحداث بتصرف من نهاية الأرب، جـ ٢٨، ص ٤٤٠ - ص ٤٤١؛ البداية والنهاية، جـ ١٣، ص ٦؛ وقد أورد أبو شامة هذا التقسيم بالتفصيل، انظر: الروضتين، جـ ٢، ص ٢٢٤ - ص ٢٢٦.
(٢) "طاعتنا" كذا في الأصل. والتصحيح من الروضتين، جـ ٢، ص ٢١٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>