للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أين الذي مازال سلطاناً لنا … يرجي نداه وتُتَقَى سَطواتُه

أغلال أعناق العذا (١) أسيافه … أطواق أجياد الورى منَّاتهُ

لم يُجد تدبير الطبيب وكم وكم … أخذت (٢) لطب الدهر تدبيراته

من في الجهاد صفاحه ما أغمدت … بالنصر حتى أغمدت صفحاته

من في صدور الكفر صدر قناته … حتى توارت بالصفيح (٣) قناته

منصورة غدواته محمودة … روحاته ميمونه صحواته

لا تحسبوه مات شخصاً واحدا … فممات كل العالمين مماته

ملك عن الإسلام كان محامياً … أبداً لماذا (٤) أسلمته حُماته

قد أظلمت مذ غاب عنَّا (٥) دُورُه … لما خلت من بدره داراته

دُفن السماح فليس تُنْشَرُ (٦) بعدما … أودى إلى يوم النشور رفاته

ما كنت أعلم أن طوداً شامخا … يهوى ولا تهوى بنا مهواته

ما كنت أعلم أن بحراً طامياً فينا … يُطم وتنتهي زخراته

الدين بعد أبي المظفر يوسف … أقوت قراه وأقفرت ساحاته

من لليتامى والأرامل راحم … متعطف مفضوضه صدقاته

لو كان في عصر النبي لأنزلت … من ذكره في ذكره آياته

بكت الصواهل والصوارم إذ خلت … من سلها وركوبها عزماته (٧)

يا وحشة الإسلام حين (٨) تمكنت … من كل قلب مؤمن روعاته

ما كان أسرع عصره لما انقضى … فكأنما سنواته ساعاته

يا راعيًا للدين حين تمكنت … منه الذئاب وأسلمته رعاته


(١) "العدى" كذا في الأصل، والتصحيح من الروضتين، جـ ٢، ص ٢١٥.
(٢) "أُخِذت" في الأصل، والتصحيح من الروضتين، جـ ٢، ص ٢١٥.
(٣) "الصياح" كذا في الروضتين، جـ ٢، ص ٢١٥.
(٤) "وإذا" كذا في الروضتين، جـ ٢، ص ٢١٥.
(٥) "عنها" كذا في الروضتين، جـ ٢، ص ٢١٥.
(٦) "تنبش" كذا في الروضتين، جـ ٢، ص ٢١٥.
(٧) بكت الصوارم والصواهل إن خلت … من سبلها وركوبها غزواته. كذا في الروضتين، جـ ٢، ص ٢١٦.
(٨) "يوم" في الروضتين، جـ ٢، ص ٢١٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>