للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومنها أنه وصل شهاب الدين بن أبي عصرون (١) بغداد، ومعه توقيع لنور الدين بدرب هارون (٢)، وصُريفين (٣)، وخمسين دينارا من دنانير النثار، التي نثرت يوم دخل الشهاب إلى بغداد بالبشارة بالخطبة في مصر، وزن كل دينار عشرة دنانير.

قال العماد (٤): وكانت ناحيتا درب هرون وصريفين من أعمال العراق لزنكي -والد نور الدين- قديما من إنعام أمير المؤمنين، فسأل نور الدين إحياء ذلك الرسم في حقه، فأنعم بهما الخليفة عليه، ووجه بهما. وكان مراده (رحمه الله) أن يستوهب ببغداد على شاطئ دجلة أرضا، يبنى عليها مدرسة للشافعية، ويقف عليها الناحيتين، فعاقه أمر القدر عن قدرته على الأمر.

ومنها أن نور الدين أرسل إلى صلاح الدين الموفق خالد بن القيسراني؛ ليقيم له حساب الديار المصرية؛ وذلك لأنه استقل الهدية التي أرسل بها إليه من خزائن العاضد، ومقصوده أن يقرر له على الديار المصرية خراج، يحمل إليه كل سنة.

[ذكر ماجريات صلاح الدين]

منها أن صلاح الدين بعث إلى نور الدين هدية، فيها (٥) فيل وحمار عتابي (٦)، فبعث بها نور الدين إلى بغداد، وخرج الناس للقائها، وعجبوا من خلقة الحمار.

وقال العماد: خرج صلاح الدين في النصف من شوال، ومعه الفيل والحمارة العتابية، والذخائر النفيسة التي كان انتخبها من خزائن القصر. قال: ووصل ذلك إلينا


(١) انظر ترجمته في وفيات الأعيان، ج ٣، ص ٥٣ - ٥٧.
(٢) درب هارون: من أعمال بغداد.
(٣) صَرِيفون أو صريفين. من أعمال بغداد على ضفة نهر دُجَيل. وهي قرية كبيرة غناء، انظر: معجم البلدان، ج ٣، ص ٣٨٤ - ٣٨٧. وقد ورد في الروضتين، ج ١ ق ٢، ص ٥٤٩ أن درب هارون وصريفين من أعمال بغداد. انظر حاشية (١).
(٤) إلى هنا توقف العينى عن النقل من ابن أبي طى دون أن يذكر اسم المرجع … وقد ذكر هذا في الروضتين، ج ١ ق ٢، ص ٥٤٩.
(٥) "منها" في نسخة ب.
(٦) حمار عتابي، واحدة من حمر الوحش المخطط، والعتابي نسبة إلى العتابين وهي أحد محال بغداد واشتهرت بإنتاج نوع من النسيج المخطط، ومن ثم وصف هذا النوع من الحمير بأنه عتابي تشبها له بهذا النسيج. راجع Dozy: Supp. Dict. Ar، vol. ١، p. ٣٢١.

<<  <  ج: ص:  >  >>