للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ذكر ماجريات بني خوارزم شاه]

وفي هذه السنة خرج على غياث تترشاه بن السلطان خوارزم شاه صاحب بلاد الجبال خاله يغان طايسي، وكان من أكبر أمرائه وأقربهم إليه، فاقتتل مع غياث الدين، فانهزم يغان طايسي (١) ومن معه، وأقام غياث الدين في بلاده، وكان غياث الدين قد ملك كرمان (٢) "ولما توجه (٣) جلال الدين منكبرتي إلى الهند" في سنة سبع عشرة وستمائة كما ذكرنا تغلب غياث الدين على الرى وأصفهان وهمذان وغيرها من عراق العجم، وهي البلاد المعروفة ببلاد الجبل، فخرج على غياث الدين خاله يغان طايسي كما ذكرنا (٤).

وقال أبو الفتح المنشئ: وكان السلطان خوارزم شاه قد نصّ على ولده غياث الدين تترشاه يملك كرمان، ولم يتفق مسيره إليها حتى جرى بقزوين من الكبسة [ما سبق شرحه] (٥)، وقصد قلعة قارون، وخدمة الأمير تاج الدين صاحبها إلى أن عاد ركن الدين غورشاه من كرمان إلى أصفهان، فبعث إليه يحرضه على المسير إلى كرمان، يُعْلمه بأنها خالية عمن يمانع، صافية عمن يحامي، فسار إلى أصفهان وبها ركن الدين، فأكرمه أتم الإكرام، فنهض إلى كرمان بعد ثلاثة أيام فملكها، وزاد أمره بهاء ونورًا، وأَمْر ركن الدين وهنًا وفتورا إلى أن تم عليه من القتلة بقلعة (٦) [٤٣٧] آوند، وعاد إلى العراق، وخرج الأتابك يغان طايسي عن الحبس بقلعة (٧) سرجهان، وكان سبب حبسه بها أن


(١) "إيغان طائسي" كذا في الكامل، ج ١٢، ص ٤١٥؛ مفرج الكروب، ج ٤، ص ١٣٢ - ص ١٣٣.
(٢) كرمان: مدينة بين غزنة وبلاد الهند، وهي من أعمال غزنة. انظر: معجم البلدان، ج ٤، ص ٣٦٦.
(٣) "ولما توجه جلال الدين منكبرتي أخوه إلى الهند" هكذا وردت الجملة في الأصل، والصحيح هو ما أثبتناه من مفرج الكروب لاستقامة المعنى، ج ٤، ص ١٣٢.
(٤) ورد هذا الخبر في الكامل، ج ١٢، ص ٤١٥؛ مفرج الكروب، ج ٤، ص ١٣٢ - ص ١٣٣؛ المختصر، ج ٣، ص ١٣٢ - ص ١٣٣.
(٥) ما بين حاصرتين إضافة من سيرة السلطان جلال الدين منكبرتي، لاستقامة المعنى، ص ١٤٤.
(٦) قلعة آوند: أستون آوند، وهي إحدى القلاع القريبة من الرى. انظر: سيرة منكبرتي، ص ١٤١، حاشية (٦).
(٧) قلعة سرجهان: تقع فوق قلة الجبل في نصف الطريق بين صاين قلعة والسلطانية وتشرف على السهول الواسعة شرنا إلى أبهروقزوين ..
انظر: بلدان الخلافة الشرقية، ص ٢٥٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>