للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السلطان خوارزم شاه كان قد رتبه في خدمة ولده ركن الدين غورشاه حين ملكهـ العراق ليكون أتابكا لديه وردءا بين يديه، فشكى ركن الدين إلى أبيه منه، فأذن له في القبض عليه فقبضه، وحبسه بقلعة سرجهان إلى أن خلت العراق من الفتن، ثم أخرجه والي القلعة أسد الدين الجويني، فاجتمعت عليه طوائف من العراقية والخوارزمية واشتد بهم أمره. فمن جملة من انضوى إليه بهاء الدين شكر مقطع ساوة (١)، وجمال الدين عمر بن يزدار، والأمير كيخسرو، ونور الدين جبريل مقطع قاشان (٢)، وابن نور الدين قيران خوان، وأيدمر الشامي، وكتك مقطع سمنان (٣) وأيدغدي كله (٤)، وطغربل الأعسر، وسيف الدين كيتارق مقطع كرخ (٥) وكان أدك خان قد استولى على أصفهان في هذه الفترة، وأراد غياث الدين استمالة قلبه، وأن يجعله من حزبه، فزوّجة بأخته أيسي خاتون، تثبيتًا له على الطاعة، ودافعه في زفافها إليه إلى أن يبدو له ما ينكشف عنه الوحشة القائمة بين المذكور والأتابك يغان طايسي، إذ كانا (٦) قد استوليا على طرف العراق، واستحوذ عليهما الشيطان، فصمد الأتابك نحوه وهو بأصفهان في سبعة آلاف فارس من نخب الأتراك العراقية والخوازرمية، وحين أحسّ أنك خان برحيله صوبه، راسل غياث الدين مستنجدًا، فأنجده بدولة ملك في ألف فارس، وعجله الأتابك عن وصول المدد، فالتقيا بظاهر أصفهان، وأُدَك خان في خفّ من العدد، وانجلت المعركة عن أَسْر أُدَك خان، فكف الأتابك عن قتله لقرابته من السلطان، غير أنه أجلسه دون بعض العراقية، فغاظه ذلك وحمله الإدلال بقربه من السلطان على أن سافهه بأغلظ الكلام، فأمر بخنقه، ثم ندم الأتابك على ما فعل، فلما بلغ ذلك دولة ملك، وكان قد جرد من كرمان نجدة لأدك


(١) سارة: مدينة حسنة بين الري وهمذان. انظر: معجم البلدان، ج ٣، ص ٢٤.
(٢) قاشال في الأصل، والصحيح ما أثبتناه من سيرة منكبرتي، ص ١٤٥. وهي مدينة قرب أصبهان، ومنها تجلب الغضائر القيشاني، وأهلها من الشيعة الإمامية. انظر: معجم البلدان، ج ٤، ص ١٥.
(٣) سمنان: مدينة بين الري ودامغان.
انظر: معجم البلدان، ج ٣، ص ١٤١.
(٤) "أيدعدي" كذا في الأصل، والصحيح ما أثبتناه من سيرة منكبرتي ص ١٤٥.
(٥) "كرج" كذا في الأصل، والمثبت من مسيرة منكبرني، ص ١٤٥، والكرخ عدة مواضع وكلها بالعراق.
انظر: معجم البلدان، ج ٤، ص ٢٥٢.
(٦) "كان" كذا في الأصل، والمثبت هو الصحيح لغة.

<<  <  ج: ص:  >  >>