للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الدين ما عدا قلعة العمادية (١)، فإنها تبقى بيد زنكي. وكان الجند قد ضجروا من طول البيكار فحلفوا على هذا وتقرر الحال، ورحل الأشرف عن الموصل، وأرسلوا إلى القلاع التي تقرر تسليمها إلى بدر الدين، فلم يسلم منهم إلا قلعة واحدة وامتنع باقي القلاع من التسليم لبدر الدين.

وفيها (٢) .....................................................

وفيها حج بالناس من العراق أقباش الناصري بالباء الموحدة من تحتها.

[ذكر من توفي فيها من الأعيان.]

القاضي شرف الدين أبو طالب عبد الله بن زين القضاء عبد الرحمن بن سلطان بن يحيى بن علي، القرشي الدمشقي من بني عم ابن الزكي وكان أول من درس بالشامية (٣) البرانية وبالرواحية (٤) أيضا، وناب في الحكم عن ابن عمه محيي الدين ابن الزنكي، مات في شعبان من هذه السنة ودفن عند مسجد القدم. قال أبو شامة (٥): كانت وفاته يوم الأحد ثالث عشر شعبان، وصلى عليه بجامع دمشق، وكان فقيهًا فاضلا نزها لطيفا عفيفا.

أبو سليمان (٦) داود بن أبي الغنائم أحمد بن يحيى العزيز البغدادي، كان ينسب إلى علم الأوائل، ولكنه كان يتستر بمذهب الظاهرية، ولهذا قال فيه ابن الساعي الداودي مذهبا المعري أدبًا واعتقادًا. ومن شعره قوله:

إلى الرحمن أشكو ما ألاقي … غداة غدوا على هوج النياق

سألتكم بمن ذم المطايا … أَمَرَّ بكم أَمرُّ من الفراق

وهل داءٌ أَشَدُّ من التنائي … وهل عيش أَلذُّ من التلاقي


(١) قلعة العمادية: هي قلعة شمالي الموصلي بناها عماد الدين زنكي سنة ٥٣٧ هـ مكان قلعة خربة من قلاع الأكراد تسمي قلعة الشعباني، انظر ابن الأثير، التاريخ الباهر، ص ٦٤؛ تقويم البلدان ص ٢٧٥.
(٢) بياض في الأصل بمقدار نصف سطر.
(٣) المدرسة الشامية البرانية: أنشأتها ست الشام بنت نجم الدين أيوب بن شاذي بن مروات، أخت الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب. انظر الدارس، جـ ١، ص ٢٧٧، ٣٠٠.
(٤) المدرسة الرواحية: شرقي مسجد ابن عروة بالجامع الأموي ولصيقة شمالي جيرون وغربي الدولعية، وقبلي الشريفية الحنبلية، وبانيها زكي الدين أبو القاسم التاجر المعروف بابن رواقه. الدارس؛ جـ ١، ص ٢٦٥ - ٢٦٨.
(٥) الذيل على الروضتين، ص ١١٠، مرآة الزمان، جـ ٨، ص ٣٩٠.
(٦) الذيل على الروضتين، ص ١١٠، مرآة الزمان، جـ ٨، ص ٣٩٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>