للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الملك الأشرف عند الملك المعظم لا ينفردُ عنه بأمر ولا يتجاسر - لكونه في قبضته - على مخالفته في قليل ولا كثير، ولا يتأنَّى له الانفرادُ عنه، فدامت المراجعات بينهما وبين الأتابك مستمرة مدة شهرين إلى أن ورد خبر نزول السلطان على خلاط، ثم استدعيا رسولى صاحب حلب وحلفا لهما، ورجعا إلى حلب، ثم انتقل الأشرف والمعظم إلى البلاد الغورية (١) يُشَتِّيان بها (٢).

[ذكر بقية الحوادث]

منها أنه وصلت الخلع من الخليفة الظاهر (٣) بأمر الله والتقليد إلى السلطان الملك الكامل (٤) وأولاده الملك المسعود (٥) والملك الصالح نجم الدين أيوب، وخلعة لوزيره الصاحب (٦) صفى الدين، وكان السلطان (٧) قد توفى فأمر السلطان أن يلبسها الفخر سليمان كاتب الإنشاء، ولبس السلطان وأولاده الخلع، وعبروا من باب [٣٥] النصر (٨)، وشقوا


(١) البلاد الغورية: يقصد غور الأردن أي القرى والأماكن الواقعة بين بيت المقدس ودمشق انظر: مفرج الكروب، ج ٤، ص ١٨١، حاشية (١).
(٢) ورد هذا الحدث بالتفصيل في الكامل، ج ١٢، ص ٤٦٣ - ص ٤٦٤؛ الذيل على الروضتين، ص ١٤٨؛ مفرج الكروب، ج ٤، ص ١٧٩ - ص ١٨١؛ البداية والنهاية، ج ١٣، ص ١٢١.
(٣) الظاهر بأمر الله: هو الخليفة الظاهر بأمر الله بن الناصر، تولى الخلافة عقب وفاة والده سنة (٦٢٢ هـ)، لكن خلافة الظاهر لم تكمل السنة فقد توفى سنة ٦٢٣ هـ.
انظر: نهاية الأرب، ج ٢٩، ص ١٣٥، حاشية (٢).
(٤) الملك الكامل: أبو المعالى محمد بن الملك العادل أبى بكر الملقب الملك الكامل ناصر الدين صاحب الديار المصرية، توفى بدمشق يوم الأربعاء، ودفن يوم الخميس، وذلك لتسع بقين من شهر رجب سنة ٦٣٥ هـ بالكلاسة. انظر: وفيات الأعيان، ج ٥، ص ٧٩ - ص ٩٢، الشذرات، ج ٥، ص ١٧١ - ١٧٣.
(٥) الملك المسعود صلاح الدين يوسف بن الملك الكامل (أطسيس). توفى بمكة في ثالث عشر جمادى الأولى سنة ٦٢٦ هـ، ومولده في سنة ٥٩٧ هـ. انظر: وفيات الأعيان، ج ٥، ص ٨٣.
(٦) الوزير الصاحب صفى الدين عبد الله بن أبى الحسن على بن الحسين بن عبد الخالق بن الحسين بن الحسن بن منصور بن إبراهيم بن عمار بن منصور بن على الشيبى أبو محمد المعروف بابن شكر الفقيه الدُميرى المالكى، توفى يوم الجمعة ثامن شعبان وقيل شوال بالقاهرة سنة ٦٢٢ هـ، ودفن برباطه، وكان مولده بدَمِيْرَة إحدى قرى مصر البحرية في تاسع صفر سنة ٥٤٨ هـ. انظر: السلوك لمعرفة دول الملوك، المقريزى، ج ١ ق ١، ص ٢١٩.
(٧) ذكر العيني أن السلطان كان قد توفى، وهذا خطأ، الصحيح أن الصاحب صفى الدين الوزير هو الذى كان توفى في ذلك الوقت. انظر: نهاية الأرب ج ٢٩، ص ١٣٥؛ السلوك لمعرفة دول الملوك ج ١ ق ١، ص ٢١٩.
(٨) باب النصر: هو شارع الجمالية بحرى القاهرة وينتهى إلى السكة الجديدة تجاه الحسين، وهو أحد أبواب القاهرة التى وضعها جوهر القائد.
انظر: الخطط التوفيقية، ج ٢، ص ١٩٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>