للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي تاريخ ابن الأثير (١): وفي رمضان من هذه السنة ملك ركن الدين سليمان بن قليج أرسلان صاحب بلاد الروم مدينة ملطية، وكانت لأخيه معز الدين قيصر شاه بن قليج أرسلان، ثم سار ركن الدين إلى أرزن الروم وكانت للملك محمد بن صلتق وهو من بيت قديم ملكوا أرزن الروم مدة طويلة، فطلع صاحب أرزن الروم ليصالح ركن الدين فقبض عليه وأخذ البلد منه وكان هذا محمد آخر الملوك من أهل بيته. (٢)

[ذكر ما وقع من الأمور المزعجة الغريبة]

منها أنه كانت زلزلة عظيمة امتدت من بلاد الشام إلى الجزيرة وبلاد الروم والعراق، وكان جمهورها وعظيمها بالشام، تهدمت منها دور كثيرة، وقرية من أرض بصرى، وأما السواحل فهلك منها شيء كثير، وخربت محال كثيرة من طرابلس وصور وعكا ونابلس، ولم يبق بنابلس سوى حارة السامرة ومات بها ثلاثون ألفًا تحت الردم، وسقطت طائفة كبيرة من المنارة الشرقية بجامع دمشق وأربع عشرة شرفة وغالب الكلاسة والمارستان النوري، وخرج الناس إلى الميادين يستغيثون، وسقط غالب قلعة بعلبك مع وثاقة بنيانها (٣)، وانفرق البحر إلى قبرس وقذف بالمراكب إلى ساحله، وتعدت الزلزلة إلى ناحية الشرق فسقطت بسببها دور كثيرة ومات أمم لا يحصون كثرة (٤). وفي مرآة الزمان: جاءت في شعبان زلزلة عظيمة من الصعيد فعمت الدنيا في ساعة واحدة، فهدمت بنيان مصر، فمات تحت الردم خلق كثير، ثم امتدت إلى الشام والساحل فهدمت مدينة نابلس فلم يبق بها جدارًا قائمًا إلا حارة السمرة، ومات تحت الهدم ثلاثون ألفا، وهدمت جميع قلاع الساحل وامتدت إلى دمشق فرمت بعض المنارة الشرقية بجامع دمشق وأكثر الكلاسة والمارستان النوري وعامة دور دمشق إلا القليل، وسقط من الجامع ست عشرة شرفة وشققت قبة النسر وخسف بالكلاسة، وتهدمت بانياس وهونين وتبنين، وخرج قوم


(١) لم يذكر ابن الأثير هذا الحدث وإنما نقل العينى هذا الحدث من ابن الأثير، وذكر لابن كثير كان على سبيل الخطأ، والصحيح ما أثبتناه في المتن، انظر: الكامل، جـ ١٠، ص ٢٥٧.
(٢) الكامل، جـ ١٠، ص ٢٧٥؛ المختصر، جـ ٣، ص ١٠٠ - ص ١٠١، الجامع المختصر، جـ ٩، ص ٥٣.
(٣) "بابها" كذا في الأصل والتصحيح من البداية والنهاية، جـ ١٣، جـ ٢٨.
(٤) البداية والنهاية، جـ ١٣، ص ٢٧ - ص ٢٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>