للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فصل فيما وقع من الحوادث في السنة الثالثة عشرة بعد الستمائة (*)

استهلت هذه السنة والخليفة هو الناصر لدين الله وملوك البلاد. غير أن الملك الظاهر غازي توفي في هذه السنة.

[ذكر وفاة الملك الظاهر]

والكلام فيه على أنواع:

(الأول) في ترجمته: هو السلطان الملك (١) الظاهر أبو الفتح وأبو منصور غياث الدين غازي ابن السلطان الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن نجم الدين أيوب صاحب حلب وكانت ولادته بالقاهرة في منتصف رمضان سنة ثمان وستين وخمسمائة، وهي السنة الثانية من استقلال أبيه بمملكة الديار المصرية، وأعطاه والده مملكة حلب في سنة اثنتين وثمانين وخمسمائة بعد أن كانت لعمه الملك العادل فنزل عنها، وتعوض غيرها وكان عمره حين تولى حلب أربع عشرة سنة.

[(الثاني) في سيرته]

كان ملكا مهيبا حازمًا متيقظًا كثير الإطلاع على أحوال رعيته وأخبار الملوك عالي الهمة، حسن التدبير والسياسة باسط العدل محبا للعلماء، مجيزا للشعراء. وقال السبط (٢): كانت دولته معمورة بالعلماء والفضلاء مزينة بالملوك والأمراء، وكان محسنا إلى الرعية وإلى الوافدين عليه وحضر معظم غزوات والده. ولما استقر العادل بدمشق ضم الظاهر إليه الأمراء الصلاحية، كميمون القصري والمبارزين يوسف بن خطلج الحلبي، وسنقر الحلبي، وسرا سنقر وأيبك فطيس وغيرهم، وكان في دولته من أرباب العمائم القاضي بهاء الدين بن شداد، والشريف الافتخاري، والشريف والنسابة، وبنو العجمى والقيسراني، وبنو الخشاب وغيرهم، وكان ملجأ للغرباء، وكهفًا للفقراء، يزور الصالحين ويعتقدهم ويغيث المهلوفين ويرفدهم، وكان يتوقد ذكاء وفطنة سريع الإدراك. قال ابن (٣) خلكان: ويحكي عن سرعة إدراكه أشياء حسنة منها: أنه جلس يومًا لعرض


(*) يوافق أولها ٢٠ إبريل سنة ١٢١٦ م.
(١) انظر ترجمته في وفيات الأعيان، جـ ٤، ص ٦ - ص ١٠؛ البداية والنهاية، جـ ١٣، ص ٧٧ - ص ٧٨؛ مرآة الزمان، جـ ٨، ص ٣٧٩ - ص ٣٨٠.
(٢) مرآة الزمان، جـ ٨، ص ٣٧٩، الذيل على الروضتين، ص ٩٤.
(٣) وفيات الأعيان، جـ ٤، ص ٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>