للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واشتغلوا بالنهب والكسب، وفي السلطان بقوله؛ فإنه كان قد عرض عليه الغداء فقال: نتغدى بأنطرسوس إن شاء الله. وعاد إلى خيمته فرحًا مسرورًا، ثم أمر بتخريب سُور البلد وتخريب بيعة عظيمة عندهم [٥٦] كانوا يحجون إليها من أقطار بلادهم، وأمر بوضع النار في البلد فأحرق جميعه، فأقام عليهًا إلى الرابع عشر من جمادى الأولى، ثم سار يريد جبلة، وكان وصوله إليها في الثامن عشر من جمادى الأولى، الجمعة (١).

ذكرُ فتح جبلة يوم الجمعة

ولما وصل السلطان إلى جبلة في التاريخ المذكور، أخذ البلد يوم وصوله، وكان فيها مسلمون يقيمون فيها، وقاض يحكم بينهم (٢).

وفي المرآة (٣): وكان قاضيها منصور بن ثبيل، فأرسل إلى السلطان يُشير عليه بقصدها، وقيل: إن القاضي والأعيان خرجوا إليه وهونوا عليه أمرها، وأخذ القاضي من السلطان أمانًا لأهل جبلة، وكان إبرنس (٤) أنطاكية قد سلمها إلى القاضي ووثق به في حفظها، فنازلها وفتحها في التاريخ المذكور، وامتنع الحصن عليه يومًا، ثم سلموه إليه يوم السبت بالأمان بعون الله وفضله، وأقام عليها إلى الثالث والعشرين من الشهر المذكور. ثم سارَ عنها فَطلب اللاذقية.

ذكر فتح اللاذقية (٥)

نزل السلطان عليها يوم الخميس الرابع والعشرين من جمادى الأولى، وهي بلدة لها مينا وقلعتان متصلتان على تَل يشرف على البلد، فنزل -رحمه الله- مُحدقًا بالبلد، وأخذت العساكر منازلهم مستديرين على القلعتين من جميع نواحيها إلا من ناحية البلد، واشتد القتال وعظم الزحف، وأخذوا البلد دون القلعتين، وغنم الناس منه غنيمةً


(١) ورد هذا النص بتصرف في النوادر السلطانية، ص ٨٧ - ص ٨٨؛ الكامل، ج ١٠، ص ١٩٧؛ الفتح القسى، ص ٢٣٠.
(٢) النوادر السلطانية، ص ٨٦ - ص ٨٩.
(٣) من السنتين الساقطتين من المرآه.
(٤) يقصد بإبرنس أنطاكية في هذا الحدث "بيمند" انظر: الكامل، ج ١٠، ص ١٦٧؛ مفرج الكروب، ج ٢، ص ٢٥٦؛ الروضتين، ج ٢، ص ١٢٧.
(٥) اللَّاذقيَّة: مدينة في ساحل بحر الشام تعد في أعمال حمص، وهي غربي جبلة. أنظر: معجم البلدان، ج ٤، ص ٣٣٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>