للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ذكر من توفي فيها من الأعيان]

القزويني الواعظ أحمد بن إسماعيل بن يوسف، أبو الخير القزويني الشافعي. المفسّر، قدم بغداد ووعظ بالنظامية، وكان يذهب إلى قول الأشعري في الأصول، وحبس في يوم عاشوراء فقيل له: الْعن يزيد بن معاوية. فقال: ذاك إمام مجتهد، فرماه الناس بالآجر، فاختفى ثم هرب إلى قزوين ومات في هذه السنة. (١)

وفي المرآة: تفقه بنيسابور علي محمد بن يحيى الغزالي، وسمع بها الحديث وبغيرها، وكان عالمًا بالتفاسير والفقه متعبدًا، مولده بقزوين سنة اثنتي عشرة وخمسمائة، وكان يختم القرآن كل ليلة، وقدم بغداد حاجًّا سنة خمس وخمسين وخمسمائة فجلس بالنظامية ووعظ ومال إلى الأشعري، فوقعت الفتن وجلس يوم عاشوراء بالنظامية فقيل له: العن يزيد بن معاوية. فقال: ذاك إمام مجتهد. فجاءه الآجر وكاد يقتل، وكان ابنه جالسًا بين يديه على المنبر فقال له: الْعَنْه وإلا قُتلنا فلطمه على رأسه، ألقى عمامته بين يديه، وكثر الرجم فسقط من المنبر فأدخل إلى بيت في النظامية وأغلق عليه الباب وإلا قتل، وأُخذت فتاوى الفقهاء بتعزيره فقال بعضهم: يُضرَب عشرون سوطًا قيل له: من أين لك؟ فقال: من عمر بن عبد العزيز - رضي الله عنه - سمع قائلًا يقول: قال أمير المؤمنين يزيد بن معاوية فضربه عشرين سوطًا، ثم إن جماعة تعصبوا للقزويني وقالوا: شيخُ وغريب وأخرجوه، فمضى إلى قزوين فتوفي بها في المحرم من هذه السنة. (٢)

الإمام الشاطبيُّ أبو محمد القاسم بن فيرة بن أبي القاسم خلف بن أحمد الرعيني الشاطبي الضرير (٣) المقري، صاحب القصيدة التي سماها حرز الأماني ووجه التهاني في القراءات، وعدتها ألف ومائة وثلاثة وسبعون بيتًا، ولقد أبدع فيها كل الإبداع، وهي عمدة قراء هذا الزمان في نقلهم فقلّ من يشتغل بالقراءات إلا ويقدم حفظها ومعرفتها، وهي مشتملة على رموز عجيبة وإشارات خفية لطيفة، وقد روى عنه أنه كان


(١) ورد هذا الخبر بتصرف في البداية والنهاية، جـ ١٣، ص ٩ - ١٠؛ النجوم الزاهرة، جـ ٥، ص ١٣٤؛ مرآة الزمان، جـ ٨، ص ٢٨٤.
(٢) نقل العيني هذا الخبر بتصرف من مرآة الزمان، جـ ٨، ص ٢٨٤.
(٣) وفيات الأعيان، جـ ٤، ص ٧١ - ص ٧٢، ترجمة رقم ٥٣٧؛ البداية والنهاية، جـ ١٣، ص ١٠؛ ابن العماد الحنبلي: شذرات الذهب، جـ ٤، ص ٣٠١ - ص ٣٠٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>