للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

منه خمسين قنطارا ذهبا، وخمسين قنطارًا فضة، وثيابًا طُلسًا مبلها عظيما، واغتصب المراكب وعاد بها إلى هذا الجانب، وصحبته الرهائن إلى أن دخل حدود بلاد الملك قليج أرسلان، ورد الرهائن، وبقى سائرًا ثلاثة أيام وتركمان الأوج يلقونه بالأغنام والأبقار والخيل والبضائع، فداخلهم الطمع، وجمعوا من جميع البلاد، ووقع بينهم وبين التركمان، وضايقهم التركمان ثلاثة وثلاثين يوما، ثم ذكر ما وقع بينه وبين قليج أرسلان على ما نذكره إن شاء الله تعالى (١).

[ذكر ما جرى بينهم وبين قليج أرسلان]

ولما وصلوا إلى بلاد قليج أرسلان وكان محكومًا عليه من ولده قطب الدين ملكشاه، وهو يدبر أمره، عارضهم وتعرض لقتالهم وطاردهم ليضيق عليهم، ثم اندفع من بين أيديهم ودخلوا قونية واعتصم قليج أرسلان بقلعتها، وتراسل هو وملك الألمان، [٨٥] واتفقا بالمواثيق والأيمان على أن يُوافقه على العبور إلى الأقاليم الشامية والبلاد الإسلامية، وعلى أن يسير من بلاده إلى بلاد لافون ملك الأرمن، وأعطاه عشرين مقدمًا من أكابر أمرائه ليكونوا معه حتى يصل إلى الماء، وأمر الناس بمبايعتهم على ما يسومونه، وأقام لهم الأسواق فساروا في رفق ورفاهية، ولما وصل الملعون إلى بلاد الأرمن غدر بالرهائن وساقهم محمولين مع الظعائن (٢)، واحتج عليهم بأن التركمان سرقوا منهم في طريقه (٣).

وفي تاريخ بيبرس: ولما قربوا من قونية خرج إليهم قطب الدين ملكشاه بن قليج أرسلان ليمنعهم، فلم يمكنه ذلك لكثرتهم، فراسله ملك الألمان فأرسل إليه هدية وهادنه وطلب منه من يسير معه إلى بيت المقدس، ثم سار إلى بلاد الأرمن (٤). وفي المرآة (٥): ولما دخلوا بلاد قليج أرسلان لم يكن لديهم طاقة، فاحتاج إلى مسالمتهم وكتب إلى السلطان يعتذر بالعجز عنهم، وساروا طالبين الشام ووقع فيهم الوباء وندوابهم.


(١) النوادر السلطانية، ص ١٢٤ - ص ١٢٥؛ الروضتين، جـ ٢، ص ١٥٥.
(٢) الظعائن: جمع ظعينة وهي الراحلة يرتحل عليها، والهودج. انظر: المعجم الوسيط.
(٣) النوادر السلطانية ص ١٢٥ - ص ١٢٦؛ مفرج الكروب، جـ ٢، ص ٣٢٠؛ الروضتين، جـ ٢، ص ١٥٥.
(٤) الكامل، جـ ١٠، ص ١٩٤ - ١٩٥؛ نهاية الأرب، جـ ٢٨، ص ٤٢٣.
(٥) مرآة الزمان، جـ ٨، ص ٢٥٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>