للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ذكر من توفى فيها من الأعيان]

قاضى القضاة جمال (١) الدين يونس بن بدران بن فيروز المصرى، قاضى القضاة بدمشق، كان فقيها كثير الاشتغال، واختصر كتاب "الأم" للشافعى (رحمه الله) وله كتاب مطول فى الفرائض، وولي تدريس الأمينية (٢) بعد التقى الضرير الذى قتل نفسه، ولاه إياها الوزير صفى الدين بن شكر، وكان معتنيا بأمره، ثم ولاه وكالة بيت المال بدمشق، وترسل إلى الملوك والخلفاء عن صاحب دمشق، ثم ولاه الملك المعظم قضاء القضاة بدمشق، بعد عزله الركن (٣) الطاهر، وولاه تدريس العادلية الكبيرة (٤)، حتى كمل بناؤها، فكان أول من درس بها، وحضر عنده الأعيان كما ذكرنا، وكان يقول أولا درسا فى التفسير حتى أكمل التفسير إلى آخره، ثم توفى عقيب ذلك.

وقال أبو شامة (٥): كان حسن الطريقة، لم ينقل عنه ما ينقم عليه بأنه أخذ شيئًا لأحد، وإنما كان ينقم عليه بعض الورثة بمصالحة بيت المال، وأنه استناب ولده التاج محمد، ولم يكن يرضى الطريقة، وأما هو فكان عفيفا فى نفسه، نزها مهيبا. وقال أبوشامة: وكان يدعى أنه قرشى شيبنى، فتكلم الناس فيه بسبب ذلك، وكانت وفاته فى آخر ربيع الأول من هذه السنة، وتولى بعده شمس (٦) الدين أحمد بن خليل الخُويىّ (٧).


(١) انظر: الذيل على الروضتين، ص ١٤٨؛ نهاية الأرب، ج ٢٩، ص ١٣٨؛ البداية والنهاية، ج ١٣، ص ١٢٢ - ص ١٢٤؛ المرآة، ج ٨، ص ٤٢٤؛ الشذرات، ج ٥، ص ١١٢.
(٢) المدرسة الأمينية: قبلى باب الزيادة من أبواب الجامع الأموى المسمى قديما بباب الساعات، وهى شرقى المجاهدية جوار قاسارية القواسين يظهر سوق السلاح، وكان به بابها، وتعرف هذه المحلة قديما بحارة القباب، وقيل إنها أول مدرسة بنيت بدمشق للشافعية، بناها أتابك العساكر بدمشق، ويقال له أمين الدولة سنة ثلاثين وخمسمائة.
انظر: الدارس فى تاريخ المدارس، ج ١، ص ١٧٧ - ص ١٧٨.
(٣) "الركن الظاهر" فى الأصل، والتصحيح من الذيل على الروضتين، ص ١٤٨؛ البداية والنهاية، ج ١٣، ص ١٢٣.
(٤) العادلية الكبيرة: هي المدرسة العادلية الكبرى داخل دمشق شمالى الجامع بغربى وشرقى الخانقاه الشهابية، وقبلى الجاروخية، وتجاه باب الظاهرية يفصل بينهما طريق، أول من أنشأها نور الدين محمود بن زنكى وتوفى ولم تتم، ثم بنى بعضها الملك العادل سيف الدين، ثم توفى ولم تتم أيضا، فتممها ولده الملك المعظم، وأزال الملك العادل ما بناه نور الدين وعمل مدرسة عظيمة سميت العادلية سنة ٦١٥ هـ.
انظر: الدارس فى تاريخ المدارس، ج ١، ص ٣٥٩.
(٥) الذيل على الروضتين، ص ١٤٨.
(٦) القاضى شمس الدين أبو العباس أحمد بن الخليل بن سعادة بن جعفر بن عيسى الفقيه الشافعى الخويى قاضى دمشق، توفى يوم السبت سابع شعبان سنة ٦٣٧ هـ بمدينة دمشق، ودفن بسفح جبل قاسيون، ومولده فى شوال سنة ٥٨٣ هـ.
الذيل على الروضتين، ص ١٤٨؛ وفيات الأعيان، ج ٤، ص ٢٥٧ - ٢٥٨.
(٧) الخُرَمِىّ فى الأصل، والتصحيح من الذيل على الروضتين، ص ١٤٨؛ وفيات الأعيان، ج ٤، ص ٢٥٧ - ص ٢٥٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>