للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال ابن كثير (١): الملك الأمجد أشعر بني أيوب، وشعره مشهور، ومن شعره الرائق الفائق في شاب راه يقطع قضبان بان فأنشأ على البديهة:

من لي بأهيفَ (٢) قال حين عتبته … في قطع كل قضيبِ بانٍ رائق

تحكى شمائله الرِّشاء (٣) إذا انثنى … ريَّانَ بين جداول وحدائقِ

سرقَتْ غصون البان لينَ شمائلي … فقطعتها والقطعُ حدُّ السارقِ

وله دوبيت:

كم يذهب هذا العمرُ في الحسرات … ما أغفلني فيه وما أنساني

ضيّعتُ زماني كلَّهُ في لعبٍ … يا عمرُ هل (٤) بعدكَ عمرُ ثاني (٥)

وقد رآه بعضهم في المنام، فقال [له] (٦): ما فعل الله بك؟ فقال:

كُنت من ذنبي (٧) على وجلٍ … زالَ عَنِّي ذلك الوجلُ

أَمِنَتْ نفسي بوائِقها … عشتُ لما متَّ يا رجل (٨)

ذكر استيلاء الملك المظفر شهاب الدين (٩) غازي على مدينة أرزن (١٠) من ديار بكر (١١)

وأخذها من صاحبها حسام الدين، والسبب في ذلك أن المذكور كان مصاحبًا للملك الأشرف ومناصحًا له في جميع حروبه، وينفق أمواله في طاعته، وكان في خلاط


(١) البداية والنهاية، ج ١٣، ص ١٤١.
(٢) أهيف: أي ضامر البطن والخاصرة. انظر: لسان العرب، مادة "هيف".
(٣) "الرشاق" كذا في الأصل، وما أثبتناه من البداية والنهاية، ج ١٣، ص ١٤١، حيث ينقل عنه العيني، والرّشاء كواكب صغيره كثيرة على صورة السمكة يقال لها بطن الحوت. انظر: لسان العرب، مادة "رشا".
(٤) "فهل" كذا في الأصل، وما أثبتناه من البداية والنهاية، ج ١٤١ - ص ١٤٢، حيث ينقل عنه العيني.
(٥) وردت هذه الأبيات في البداية والنهاية، ج ١٣، ص ١٤١ - ص ١٤٢.
(٦) ما بين حاصرتين إضافة من البداية والنهاية، ج ١٣، ص ١٤٢، للتوضيح.
(٧) "ديني" كذا في البداية والنهاية، ج ١٣، ص ١٤٢.
(٨) ورد هذا الخبر والبيتان في البداية والنهاية، ج ١٣، ص ١٤٢.
(٩) الملك المظفر شهاب الدين غازي بن العادل سيف الدين أبو بكر بن أيوب، صاحب ميافارقين وخلاط، توفي سنة ٦٤٥ هـ. انظر: البداية والنهاية، ج ١٣، ص ١٨٦؛ شذرات الذهب، ج ٥، ص ٢٣٣؛ ترويح القلوب، ص ٧٩.
(١٠) مدينة أرزن: مدينة مشهورة قرب خلاط، ولها قلعة حصينة. معجم البلدان، ج ١، ص ٢٠٥.
(١١) ديار بكر: هي بلاد كبيرة واسعة، وحدها ما غرّب من دجلة من بلاد الجبل المطل على نصيبين إلى دجلة، ومنه حصن كيفا وآمد وميافارفين، وقد يتجاوز دجلة إلى سِعِرْت وحيزان وحيني وما تخلل ذلك من البلاد.
انظر: معجم البلدان، ج ٢، ص ٤٣٦ - ص ٤٣٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>