للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن جيده قصيدة مطلعها:

حي عني الحمى، وحى المصلي … وزمانًا بالرقمَتين تولى

كان أغلى الأوقات في النفس قَدْرًا … فتلاشي زمانُه واضمحلا

هل إلى ذلك الزمان سبيل … وضلال أن يقتضى الشوق "هلًا"

بت والبرق لا أَمَلَّ دموعى … عند إيماضه، ولا البرق مَلا

مستهاما ألقى الغرام بجسم … منذ أبلاه هجركُم ما أبلا

ذا غليل من حُرقة البين والهجـ … ــــــــــــــــر بغير اقترابكم لن يُبلا

أيها الناظمون هذا قرَيضي … دق في صنعة القريض وجلا

يتمشى على السماكِ افتخارًا … ثم يضحى منه عليكم مُطلا

وبغيضٌ إلى من ليس بدري … صنعة الشعر أن يكون مذلا

بقريض إذا كسا الشعرُ عِزًا … قائليه، كساه هونًا وذلا

ما يُسمى في حلبة الشعر يومًا … سابقًا لا، ولا أسْتُحِث (١) فَضَلا (٢)

ومدحه جماعة من الشعراء منهم: شرف (٣) الدين بن عنين بقصيدة يمدح فيها شعره منها:

لما تخبرني أروى قصائده … مضيتُ قدمًا وخلّفت الرواة ورا

فأعجب لبحر غدا في رأس شاهقة … من العواصم طام يقذف الدُّرَرَا

شعرٌ ثمت به الشعري لشركتها … فيه فباتت تباهى الشمس والقمرا

سِحْرٌ ولكن هاروتا وصاحبه … ما روت ما نهيا فيه ولا أمرا

كم (٤) قُمْتُ في مجلس السادات أنشده … فلم يكن لحسود في عُلاه مرا (٥)


(١) "أستخف" كذا في مفرج الكروب، ج ٤، ص ٢٨٨.
(٢) وردت هذه الأبيات في مفرج الكروب، ج ٤، ص ٢٨٦ - ص ٢٨٨.
(٣) شرف الدين بن عنين: هو أبو المحاسن محمد بن نصر بن الحسين بن عُنيّن الأنصاري، الملقب شرف الدين، الكوفي الأصل الدمشقي المولد، الشاعر المشهور، كان خاتمة الشعراء، لم يأت بعده مثله، ولا كان في أواخر عصره من يقاس به، وكان مولعا بالهجاء وثلب أعراض الناس، وتولى الوزارة بدمشق في آخر دولة الملك المعظم ومدة ولاية الملك الناصر بن المعظم، كانت ولادته بدمشق يوم الاثنين ٩ شعبان سنة ٥٤٩ هـ، وتوفي عشية نهار الأثنين لعشرين من شهر ربيع الأول سنة ٦٣٠ هـ. بدمشق أيضا، ودفن بمسجده بأرض المزة بدمشق.
لمعرفة المزيد عن ترجمته انظر: وفيات الأعيان ج ٥، ص ١٤. ص ١٩؛ شذرات الذهب، ج ٥، ص ١٤٠ - ص ١٤٢.
(٤) "لم" كذا في الأصل، والمثبت في مفرج الكروب، ج ٤، ص ٢٩٣.
(٥) وردت هذه الأبيات في مفرج الكروب، ج ٤، ص ٢٩٢ - ص ٢٩٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>