للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[(الأول) في ترجمته]

هو السلطان الملك العادل سيف الدين أبو بكر محمد بن أيوب، وكنيته أشهر من اسمه. سُئل عن مولده فقال: فتوح الرها. يعني لما فتحها أتابك زنكي والد نور الدين الشهيد سنة تسع وثلاثين وخمسمائة، فيكون عمره ستا وسبعين سنة. وقيل: كانت ولادته ببعلبك لما كان والده نجم الدين أيوب واليها من قِبَل زنكي (١).

وفي تاريخ ابن كثير (٢): وكان مولده سنة أربعين وخمسمائة. وكذا في تاريخ المؤيد (٣).

وقال ابن خلكان (٤): وكانت ولادته في المحرم سنة أربعين، وقيل: ثمان وثلاثين وخمسمائة، ونشأ في خدمة نور الدين الشهيد مع أبيه وإخوته، وحضر مع أخيه صلاح الدين في فتوحاته وغزواته، وقام أحسن قيام في الهدنة مع الإنكتار ملك الفرنج بعد أخذهم عكا، وكان صلاح الدين (رحمه الله) يعول عليه كثيرًا فاستنابه بالديار المصرية مدة، ثم أعطاه حلب، ثم الكرك وأعماله؛ وحران وما يتعلق بها. ثم جرى بعد وفاة أخيه بينه وبين أولاد أخيه أمور سبق ذكرها، إلى أن استقر له الملك (٥).

[(الثاني) في سيرته]

كان حازما متيقظا غزير العقل، سَديد الآراء ذا مكر وخديعة، صبورا حليما، يسمع ما يكره ويغضي عنه، صفوحًا صبورا على الأذى، عادلا مجاهدا، عفيفا دينا متصدقا، آمرا بالمعروف ناهيا عن المنكر، طهر جميع ولاياته من الخمور والخواطئ والقمار والمخانيث، والمكوس والمظالم. وكان الحاصل من هذه الجهات بدمشق على الخصوص مائة ألف دينار، فأبطل الجميع لله تعالى، وكان واليه المبارز المعتمد (رحمه الله) أعانه على ذلك، وأقام رجالا على [عقبان] (٦) قاسيون، وجبل الثلج وحوالي دمشق


(١) انظر: الذيل على الروضتين، ص ١١١؛ مرآة الزمان، ج ٨، ص ٣٩٠.
(٢) بالبحث تبين أن المقصود ابن الأثير في كتابه الكامل، ج ١٠، ص ٣٩٣.
أما البداية والنهاية فلم ترد فيها هذه الجملة.
(٣) المختصر في أخبار البشر، ج ٣، ص ١١٩.
(٤) وفيات الأعيان، ج ٥، ص ٧٨.
(٥) انظر تفصيل ذلك في الكامل، ج ١٠، ص ٣٩٣ - ٣٩٤؛ مرآة الزمان، ج ٨، ص ٣٩٠.
(٦) في الأصل "عقبات". والتصحيح من الذيل على الروضتين، ص ١١١؛ مرآة الزمان، ج ٨، ص ٣٩١.
والعُقاب: الصخرة العظيمة في عُرْض الجبل. انظر: لسان العرب، مادة عقب؛ معجم البلدان، ج ٣، ص ٦٩٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>