للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فصل فيما وقع من الحوادث في السنة الخامسة والثمانين بعد الخمسمائة (*)

استهلت هذه السنة والخليفة الناصر لدين الله، والسلطان صلاح الدين يوسف مقيم على عكّا، والأمر مستقيم. فوصل إليه جماعة من مصر، فأمرهم بالإقامة فيها محافظة على الحماية، وأمر بهاء الدين قراقوش بإتمام بناء السور، وولي الأمير حسام الدين بشارة بعكا واليًا، ثم خرج السلطان وسار على طبريّة ودخل دمشق مستهل صفر من هذه السنة (١).

وفي تاريخ بيبرس (٢) أن السلطان قدم عكا في أول هذه السنة، والصحيح أن السنة دخلت وهو مقيم على عكا.

وذكر صاحب النوادر (٣) أنه كان مع السلطان، وأنه وصل إلى عكا في أواخر ذي الحجة من السنة الماضية، [٦٦] وأنه أقام بعكا معظم المحرم من سنة خمس وثمانين وخمسمائة. ثم سار حتى دخل دمشق في مستهل صفر منها، وأقام حتى دخل ربيع الأول، وفيه جاء رسل الخليفة إليه كما نذكره إن شاء الله تعالى (٤).

ذكر خروج السُّلطان صَلاح الدين لأهل شقيف أرنون

قال ابن كثير (٥): أقام السلطان شهر صفر في دمشق، ثم خرج منها في ثالث ربيع الأول يوم الجمعة، وأتي مرج برغوث (٦) وأقام به إلى يوم السبت حادي عشر الشهر، ثم رحل على سَمْت بَانياس (٧)، وأتي مرج عيون وخيّم بقرب الشقيف، وذلك يوم الجمعة


(*) يوافق أولها ١٩ فبراير ١١٨٩ م.
(١) الفتح القسى، ص ٢٧٦؛ النوادر السلطانية، ص ٩٦.
(٢) ورد هذا النص بتصرف في الفتح القسى، ص ٢٧٦؛ الروضتين، ج ٢، ص ١٣٨.
(٣) يعتبر ابن شداد شاهد عيان لهذا الحدث.
(٤) نقل العيني هذا النص بتصرف من النوادر السلطانية، ص ٩٦ - ص ٩٧.
(٥) لم يرد هذا النص في البداية والنهاية في أحداث سنة ٥٨٥ وإنما ورد بتصرف في الكامل، ج ١٠، ص ١٨٠؛ النوادر السلطانية، ص ٩٧؛ الفتح القسي، ص ٢٨٥؛ الروضتين، ج ٢، ص ١٣٩؛ مفرج الكروب، ج ٢، ص ٢٨٢ - ص ٢٨٣؛ زبدة الحلب، ج ٣، ص ١٠٨. ص ١١٠.
(٦) مرج برغوث: هي جهة على الطريق بين دمشق وجسر يعقوب. انظر: السلوك، ج ١ ق ٢، ص ٥٨٥، حاشية ٣.
(٧) ينقل العينى هذا النص بتصرف من الفتح القسى، ص ٢٨٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>