للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالحديث وله تصانيف حسنة، وهو شيخ ابن الأثير، وقد ذكره في هذه السنة وقال: توفي فيها شيخنا أبو محمد المذكور (١).

علاء الدين يُتامِش (٢): توفي بمصر، وحمل تابوته إلى مشهد الحسين (٣) بن على رضي الله عنهما.

الأخلاطيّة زوجة الإمام الناصر: توفيت في هذه السنة واسمها سلجوقي (٤) خاتون بنت قليج أرسلان بن مسعود صاحب الروم (٥). وفي المرآة (٦): قدمت بغداد في سنة ثلاث وثمانين، وحجت وعادت إلى حصن كيفا، ومات زوجها فعادت إلى بغداد في سنة أربع (٧) وثمانين، فتزوجها الخليفة (٨) فحظيت عنده، فحكَّمها في داره، وفي الحرائر والدولة. فتوفيت يوم الاثنين ثاني ربيع الأول فجأة، وحزن عليها الخليفة حزنًا لم يحزن رجل على امرأته مثله، بحيث أقامت دورها ومقاصيرها سنين لم تفتح. وكانت كثيرة الصدقات والمعروف، وبنت تربةً عند عون ومعين الدين (٩)، ودفنت بها، فبنى الخليفة إلى جانبها رباطًا للصوفية، ووقف على التربة وعليه أوقافًا عظيمةً، ونقل إلى التربة الكُتُب النفيسةَ، وأمر الناسَ بالتردد إلى تربتها في كل ليلة رجب ونصف شعبان، ويحضر الوزير وأرباب الدولة والوُعاظ والفقهاء والقراء، ويحضر الخليفة مختفيًا فيجلس في شباك، ويتكلم الوُعاظ وينشد الشعراء من وقت العصر إلى غروب الشمس، ويمضي الوزير وأرباب الدولة، ويبقى الوعاظ والقراء يعظون بطول الليل، فإذا كان وقت السحر فرقت فيهم الحلاوات الكثيرة، والخشانك (١٠) وغير ذلك. وعمل لها سبيلًا يخرج عنها في كل سنة تنفق فيه أموال كثيرة (١١).


(١) انظر: الكامل، ج ١٠، ص ١٧٩.
(٢) "تنامش" في الكامل، ج ١٠، ص ١٧٩.
(٣) "الحسن" في الكامل، ج ١٠، ص ١٧٩. وهو خطأ.
(٤) "سلجوقة" في الكامل، ج ١٠، ص ١٧٩.
(٥) انظر ترجمتها في ابن الساعي الخازن البغدادي، نساء الخلفاء، دار المعارف بمصر (مجموعة ذخائر العرب ٢٨)، (بدون) ص ١٧، ص ١١٥ - ص ١١٩.
(٦) هذا الخبر من أحداث السنتين الساقطتين من مرآة الزمان.
(٧) "أربعة" كذا في الأصل. والصحيح ما أثبتناه.
(٨) المقصود "الخليفة الناصر لدين الله أبو العباس أحمد".
(٩) المقصود مشهد "عون ومعين" ولدا على بن أبي طالب -رضي الله عنه-" انظر: ابن الساعي، نساء الخلفاء، ص ١١٧.
(١٠) الخشانك: انظر ما سبق ج ١، ص ١١٥، حاشية (٦).
(١١) ابن الساعي، نساء الخلفاء، ص ١١٥ - ص ١١٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>