للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

منكسين، فصلبهما في العشر الأواخر من رمضان، فأقاما أياما في حر الشمس، يسفى الريح التراب على "وجهيهما (١) ورأسيهما"، ولا يقدران على طعام وشراب، إلى أن مات ابن الكعكى أولا، وكان [٢١] يستغيث كثيرا ويتعلق، وكان رفيقه أجلد منه وأصبر، وكان رجلاً خياطا آدم (٢) اللون، وقيل: إنه برئ مما رمى به، فمات وله أملاك كثيرة ظاهر باب الجابية (٣) وغيرها (٤).

وفيها ............ (٥)

وفيها حج بالناس من العراق ابن أبى فراس، ومن الشام الشجاع بن السَّلَّار (٦).

[ذكر من توفى فيها من الأعيان]

الفخر (٧) بن تيمية، محمد بن أبى القاسم بن محمد بن الشيخ فخر الدين أبو عبد الله بن تيمية الحرانى، عالمها وخطيبها وواعظها، اشتغل على مذهب الإمام أحمد (رحمه الله) وبرع فيه، وبرز وحصل وجمع تفسيراً حافلاً في مجلدات كثيرة، وله الخطب المشهورة المنسوبة إليه، وهو عم الشيخ مجد الدين صاحب [المنتقى في] (٨) الأحكام. وقال السبط (٩): سمعته يوم الجمعة بعد الصلاة وهو يعظ الناس وينشد:

أحبابنا قد نَدرَتْ مقلتى … لا تلتقى بالنوم أو نلتقى

رفقا بقلب مغرم واعطِفوا … على سقام الجسد المحرقِ

كم تمطلونى بليالى اللقا … قد ذهب العمرُ ولم نلتقِ


(١) "وجوههما ورؤسهما" كذا في الأصل، والصحيح لغة ما أثبتناه.
(٢) آدم اللون: هو الأبيض، الأسود المقلتين. لسان العرب، ماده "آدم".
(٣) باب الجابية: بقرية الجابية من أعمال دمشق. معجم البلدان، ج ٢، ص ٣.
(٤) الذيل على الروضتين، ص ١٤٤؛ نهاية الأرب، ج ٢٩، ص ١٣٢؛ مرآة الزمان، ج ٨، ص ٤١٨.
(٥) بياض بمقدار نصف سطر.
(٦) الذيل على الروضتين، ص ١٤٤؛ مرآة الزمان، ج ٨، ص ٤١٨.
(٧) الذيل على الروضتين، ص ١١٦؛ وفيات الأعيان، ج ٣، ص ٣٨٨؛ الشذرات، ج ٥، ص ١٠٢.
(٨) ما بين حاصرتين إضافة من البداية والنهاية، ج ١٣، ص ١١٧، لاستقامة المعنى.
(٩) يقصد "أبو المظفر سبط ابن الجوزى" ولم يرد هذا النص في "مرآة الزمان" ولكنه ورد في وفيات الأعيان، ج ٤، ص ٣٨٧؛ البداية والنهاية، ج ١٣، ص ١١٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>